الرئيسيةالراي

رأي- مذهب الحب الإنساني

* كتب/ يوسف أبوراوي،

 

س/ من هو المتعصب؟

ج/ هو الذي يرى لنفسه حقا ولا يراه لك، فمن حقه مثلا أن يكون عضوا في حزب أو تيار أو تجمع أو جمعية، وأن تكون له اختياراته الحرة، لكن إن فعلت أنت ذلك بما لا يتطابق معه فسيشيطنك وينتقدك ويتهمك.

س/ من الإنسان الطبيعي إذا؟

ج/ هو الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فلكل شخص حريته الكاملة اعتقادا وسلوكا ما دام لا يمثل خطرا على غيره، قد يبدو ذلك صادما للبعض وستبرز في دماغه مباشرة مسألة الشذوذ الجنسي وأفلام الجنس، ولكن تشوه تصورات هذا الكائن هي مشكلته الخاصة التي يجب أن يتجاوزها، وليحاول برهنة مواقفه بالحجة والتي -حتى- إن صدقت فلن تكون ملزمة إلا لمن أراد الالتزام، ويستطيع أن يدافع عن تصوراته كما يحق للآخرين.

إن اطلاعا بسيطا على كتب الملل والنحل والمذاهب والفرق، سيعلمنا أن كل ما نراه قبيحا شنيعا كان موجودا منذ خلق الإنسان واستمر في كل العصور، وإن كل من أراد طمس أيا منها بالقوة بمبررات دينية أو ثقافية أو سياسية، انتهى واندثر وبقى ما أراد طمسه، يكفيك أن تحقق ما تراه جيدا في نفسك، ويحق لك أن تدعو له غيرك من باب حب الخير له ونصحه لا إجباره وقمعه، فمذهب العارفين الفرح بالتقاة والإشفاق على العصاة وتمني الهداية لهم، ذلك هو مذهب الحب الإنساني الذي لو طبقه الكل لفازوا جميعا، وعندما نسوه برزت مذاهب الكره والتنافر، إن هذه الدنيا أرحب منا ومن تصوراتنا وأفكارنا، وحتى خيالنا بمراحل كثيرة، وما نحن فيها سوى ذرات سريعة الاندثار، فلنتواضع قليلا ولا نتقمص دور الرب فهو لا يليق بالعبد !!!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى