الرئيسيةالراي

رأي- خواطر افتراضية حول الشخصيات الجدلية

* كتب/ أنس أبوشعالة،

نستطيع القول أنه ثمة شبه إجماع من جميع الأطراف بأن الشخصيات الجدلية يجب استبعادها من الانتخابات وأن وجودها مربك ومعقد للمشهد السياسي في ليبيا

وهناك شبه إجماع بعدم إمكانية فوز أي شخصية جدلية بالانتخابات المرتقبة

ومن المؤكد افتراضاً أن فوز شخصية جدلية بالانتخابات لن تكون مقبولة من بقية الأطراف.

وهنا لابد لنا أن نعرف الشخصية الجدلية أو نسمي من تنطبق عليه هذه التسمية بالاسم لو كان لذلك سبيل.

أجتهد في هذا المنشور بطرح تصنيفات للشخصيات الجدلية وأتكلم بلسان كل طرف يرى من زاوية نظره أن الآخر يعتبر شخصية جدلية..

النظام السابق/ كل الشخصيات السياسية التي عملت في النظام السابق في المجال السياسي أو الأمني أو العسكري أو الاقتصادي يعتبرون جميعاً شخصيات جدلية؛ كون ثورة فبراير أزاحت النظام السابق لإقامة نظام ديمقراطي جديد وحديث، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يقود نظام ديمقراطي شخص ترعرع وعمل وكبر وشاب في نظام شمولي دكتاتوري متخلف، وبالتالي فلا يمكن لهذه الشريحة أن تفوز وإن فازت لن يقبل الآخرون هذه النتيجة .

الإسلام السياسي/ هذا التيار الذي يتشكل في أشكال مختلفة ومتعددة، وأهمها وأشهرها جماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الليبية المقاتلة، والجبهة الوطنية للإنقاذ، هؤلاء جميعاً يدعون لدولة الخلافة وسيخطفون الدولة نحو المجهول، ويعرقلون مسيرتها عن مواكبة الحضارة ويمارسون التقية ويستخدمون الإرهاب أداة من أدوات عملهم السياسي، وبالتالي كل من ينتمي للإسلام السياسي أو مدعوم من هذا التيار بأي شكل من الأشكال يعتبر شخصية جدلية يجب ألا تشارك في الانتخابات، وإن شاركت فلن تفوز، وإن فازت لن تقبل الأطراف الأخرى أن يتولى السلطة في ليبيا هذا التيار السياسي “الإرهابي” حسب وصف خصوم هذا التيار .

العسكرتارية/ أي شخصية عسكرية تدفع بنفسها أو يُدفع بها في العمل السياسي والمشاركة في الانتخابات تعد بطبيعة الحال شخصية جدلية؛ لأنها تقوض الديمقراطية وتجنح للاستبداد والدكتاتورية، وسيتغول الحكم العسكري على الحكم المدني، وستكون الديمقراطية في خبر كان، ومصير كل معارض أو حتى منافس القتل أو السجن أو المنفى، وبالتالي فالعسكري يعتبر شخصية جدلية يجب ألا تشارك وإن شاركت لن تفوز وإن فازت فلن تقبل الأطراف الأخرى أن يتم التفريط في مكتسبات الديمقراطية بتسليم السلطة لشخصية عسكرية ستمارس الاستبداد والدكتاتورية حسب وجهة نظر خصوم العسكر ومناهضة قيامهم بأي دور سياسي .

لك عزيزي القارئ التفكر والتأمل في الشخصيات الجدلية التي تخطر على بالك وفق هذا التصنيف “الاجتهادي” ولك أن تتخيل المواصفات التي يجب أن تتوافر في الشخصية الأقرب للفوز بالانتخابات قدرةً و كفاءةً و قبولاً لدى جميع الأطراف بحيث تجمع تلك الشخصية بين كل التداخلات والتقاطعات وتقبل القسمة لدى كافة المعادلات المحلية من الناحية السياسية والجهوية والقبلية، وإقليميًا من حيث التوجهات السياسية لمصر وتركيا ودول الخليج، ودولياً من حيث توازنات القوة والنفوذ الأمريكي والروسي والأوروبي ..

نحن ببساطة نواجه معضلة في غاية الخطورة، وهي عدم قبول كافة الأطراف لبعضها البعض، وحتى محاولة الجمع بينهم تتسم غالباً بالدهاء والمكر والانحياز، ولا مكان لحسن النوايا، والثقة معدومة تماماً، ولكل طرف حجج وبرهان ومُريدون وأنصار، وللأسف جميعهم ليبيين شئنا أم أبينا …

أخيراً.. لعله من الأهمية الإشارة إلى أن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم شخصية جدلية لليهود والمسيح، وعمر الفاروق شخصية جدلية للشيعة، وعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه شخصية جدلية لأنصار معاوية، ولا أدري كيف السبيل لإحداث توافقات سياسية بعيداً عن التصنيفات ذات الطبيعة الجدلية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى