الرئيسيةالراي

رأي- أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي…

* كتب/ حسين المرابط،

خطوة في المسار الصحيح أن نعي ونقتنع أن الانتماء الحقيقي هو انتماء مسطحات (جيوبوليتيكية)، وليس انتماء عقائديا/تقليديا.

فبعد أن تحرر العالم من تلك الانتماءات التقليدية التي أقل ما توصف به أنها انتماءات (قطيعية) ينتمي فيها الإنسان لقطيع يحرم عليه أن يستخدم عقله ودليلهم في ذلك مسح الخف من الأعلى وليس من الأسفل؛ ها هو اليوم، هذا العالم، يجتمع ويفترق حسب الانخراط في المواقع الجغرافية، وليس حسب الانتماء العقائدي…

 

حاول اليوم أولئك المتشدقين/المزايدين علينا بالغيرة الدينية والعشق المحمدي التصيد في الماء العكر، مستغلين قضية الرسومات (الكاريكاتورية) التي أباحها العالم كحرية للتعبير وليس كوسيلة للاستهزاء، لسحبنا إلى مربع الانتماء (القطيعي) والارتماء في أحضان العالم (المتأسلم). لكن بتلك الخطوة التي خطتها حكومة الوفاق بربط العلاقات مع الحلفاء (الاستراتيجيين)، تقطع الطريق على هؤلاء الانتهازيين الذين حاولوا بكل الطرق لشدنا إلى الوراء معرقلين بناء دولة المؤسسات…

كم أسعدني رؤية وزير الداخلية (الرجل الأول في المنطقة الغربية كما يصفه الغرب) وهو يتجول في فرنسا ويُستقبل من رجالاتها استقبال الرؤساء. منذ عام 2014 ونحن نطالب رجالات دولتنا بالابتعاد عن التحالفات التقليدية التي لا هم لها سوى (الجوقة والميري)، وتغليب مصلحة الوطن عن مصالحهم الشخصية، والالتفات إلى مسطحنا الجغرافي الذي -على الرغم من المصالح والأطماع- نستمد منه ويستمد منا الأمن والأمان، لكن كما يقول المثل: (أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي…) اليوم فقط نستطيع أن نقول أننا خطونا الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح….

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى