الاخيرةالرئيسية

الأرض اليباب في دفع صولة طالبي استرجاع الكتاب

* كتب/ (أبو البركات) هشام الشلوي

في نهاية السنة، فيه نوعية من البشر -غريبة وعجيبة- تتذكر ما أعارته لك من كتب، وتبدأ في المطالبة بما لها عندك وعند الناس.

ولدفع هذا الصائل، هناك طرق أقدمها لكم بحكم التجربة والخبرة المتواضعة، دفاعا عن حقوق إخوتي الكتبيين.

أولا: هناك من يؤثر فيه اليمين، تقسم له أنك لن ترجع له كتابه “عليّ اليمين، عليّ الطلاق، وحق سيدي ريحان عظيم الشان” فهذا النوع يعظم حرمات النساء والمرابطين.

وهذه طريقة مجربة، جاءني صديق بغيا وعدوانا يريد استرجاع أعمال القاص والمسرحي أنطون تشيخوف، أربعة مجلدات طبعة موسكو، فصككته بيمين، وقدمت له وجبة غداء، كبدة مشوية، فطمس الله على قلبه وسمعه وبصره.

ثانيا: هناك صنف لا يلين إلا بالمراوغة، من مثل: بكرة، السبت الجاي، مسافر وأعود بعد شهر، عندي حالة وفاة في الرجبان، زارد أو مزرد في باطن الجبل، وهكذا، حتى يمل، قد يكرهك، وهذا ليس بشأن.

ثالثا: هناك صنف لا يردعه إلا تقديم خدمة من السجل المدني أو الشهر العقاري أو لدى إحدى المليشيات في عصرنا الذهبي الحاضر، لكن عليك الانتباه، بأن لا تسرع في تقديم الخدمة، ماطله حتى يشعر بكبدك ومعاناتك، وصعوبة ما تلقى، وفهمه أنك الوحيد في هذا الكون القادر على إنهاء هذه الخدمة.

رابعا: وصنف آخر يحب التقريظ والشكر على ما فعل وما لم يفعل، فمثلا يوم الخميس في الليل لا بأس من إرسال رسالة له عبر الواتس: جمعة مباركة يا صقر، يا أستاذنا، يا شيخنا، يا حويج، أي دلع يغذي عواطفه ويبعد سوء نيته عنك، لكن لا تطل ذلك، حتى لا يظنن أن ذلك فريضة عليك.

خامسا: هناك بعض الناس قد تضطر إلى خسارتهم وقطع علاقتك بهم، وهذا ليس بشأن عظيم أو كبير، إذا كان الكتاب نادرا أو تحتاج إليه دائما، ولا تصدقن مقولة بن خلدون: إن الإنسان مدني واجتماعي بطبعه. فهذه ترهات تستهدفك أنت.

سادسا: وهناك صنف يجاهدك ليل نهار، لا يمل ولا يكل، يجرد عليك طوب الأرض. عليك بالصبر قليلا، فعسى أن تخطفه المنايا وترزيك فيه، فتستريح، لكن تذكر أن يكون لأحد ورثته علم بأنك استعرت من مورثه كتابا، ولا دراية له بالعنوان، فهذا الوارث، أكرم نزله وأعطه كتابا آخر غير كتاب المرحوم.

هذه من حيل القوم وتجربتهم جمعتها لك أيها الكتبي، فلا تستهن بها، فأغلبها عن تجربة، ومن وعى وجرب ليس كمن سمع وقيل له.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى