الراي

رأي- في الذكرى 51 لاستمرار الظلم،،

* كتب/ أحمد الوحيشي،

بمناسبة الذكرى 51 لقيام تشكيل “الضباط الوحدويين الأحرار” بثورة الفاتح والسيطرة على مقاليد السلطة في ليبيا أروي هذه القصة :

في يوم 11 فبراير 2011 هاتفني صديق ليبلغني عن رغبة “العقيد معمر القذافي” لقاء “الفعاليات الشبابية” بمدينة الزاوية خصوصا بعد أحداث يناير من ذات السنة، فتم دعوة كثير من الشباب عبر مؤسسات شبابية أو ممن انتفضوا حينها مطالبين بتحسين ظروف البنية التحتية في منطقة “ولاد الإعيور” وغيرها من المناطق التي تعاني من أزمة تصريف مياه الأمطار .

تجمعنا ظهرا في مقر “القيادات الشعبية الزاوية” واتجهنا إلى طرابلس لنبقى منتظرين “ساعة اللقاء” حتى 9 ليلا لنتجه بعدها إلى باب العزيزية حيث القيادة العامة .

دخل “القذافي” الخيمة وأبلغنا بأنه كان في لقاء مع شباب اجدابيا لذات السبب الذي جئنا من أجله، طلب منا الحديث عن مشاكل الشباب ومدينة الزاوية بصفة عامة، أتذكر أن كثيرا من الحضور تحدث عن سوء البنية التحتية وتضرر المنازل والمحلات من عدم وجود شبكة صرف صحي ومحطة معالجة لهذه المياه، تحدث آخرون عن “نكتة” قروض الباحثين عن عمل وطلب المصارف لشهادة مرتب من الباحثين عن العمل، تحدث الكثير عن أزمة السكن، المرتبات، الصحة والتعليم، تحدث البعض عن فساد المسؤولين في المدينة !!

المضحك أن بعد كل هذه الكلمات، تحدث “القذافي” موضحا وجهة نظره أو دعوته لشباب الطوارق في حقهم بالمساكن التي تسببت في إعادة سيناريو “البيت لساكنه” وأن مقصده لم يكن كما حدث إنما كان يقصد أن المساكن من حقهم لكن عبر القنوات الرسمية، سواء مصرف الادخار والاستثمار العقاري أو عبر المنظومات الأخرى من روابط شبابية أو شركات استثمارية، أيضا نبهنا إلى ما يحدث في تونس ومصر وخطر ما يحدث على ليبيا لاتساع جغرافيتها وقلة سكانها وزخم مواردها .

انتهى اللقاء مع “العقيد معمر القذافي” وعبر أحد الشباب عن فشل اللقاء ونحن في حافلة العودة بأن باب العزيزية فيه “غدير امية” فما بالك بشوارع الزاوية!!

التاريخ يكرر نفسه الآن مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فبعد خروج حراك 23/08 والمطالبة بتحسين ظروف المعيشة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين ومكافحة الفساد، نجد “السراج” يكرر نفس الحلول لكن هذه المرة بطريقة “فبراير” وذلك بتوزيع المناصب ومشاركة حصص الفساد مع “الحجاج أو قادة التشكيلات المسلحة”، وبدل اللقاء مع شباب الحراك يتم اعتقالهم وترهيب بقيتهم !!

إذا هي فعلا الذكرى 51 لاستمرار الظلم، الطغيان والفساد وإن تغيرت المسميات وإن اختلف العلم والنشيد !!

أطلقوا سراح الشباب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى