الراي

رأي- جنة ليبيا للمجرمين ….

* كتب/ محمود ابو زنداح

asd841984@gmail.com

 

لقد أخطأت العنوان! ولكن لماذا لا أكون مجرماً في بلدي؟…هكذا يردد المراهق في قرارة نفسه..

لا يمكن أن توصف (العدالة) إلا بالواقفة، أو بالأحرى المركونة على رف الخزانة العالي، فقد كانت تعاني سنوات العزلة والاضطهاد، ينزل الكتاب وتفتح إحدى صفحاته على ورقة ممزقة بها شرخ،  سرعان ما يصبح الغبار على وجنتيه عائدً وبقوةً ويبقى الوقت غير محدد الفتح .

لايزال ذلك الحي القريشي حياً في خاطري فقد عرفت منه المجد، عندما كنت أخجل مِن نفسي حين أقيم فيه، فقد كان ذا عز وكبرياء وصولاً إلى رجم أبناء عمومة (معمر القذافي) بالحجارة.

فأي قوة تمتلك هذا؟ نعم إنه الحي الذي تلعنه الملائكة في السر وتصلي له الشياطين في العلن، في مجتمع أصبحت به خيوط الظلام هي النور والسرور .

ذاك الحي الذي له أركان عّن يمين وشمال، وفوق حاجبيه الظل القضاء، ويبقى الأعلى هو عرش الرحمن الذي يراقب الأسرار .

أكبر المجرمين والقتلة وتجار الاعتمادات والتزوير والمخدرات فيه…

كانوا من جيراني وأيضا منهم من كان من زملاء الدراسة، قد تعالت الأقدار حتى أصبح ذاك الفتى بالمؤسسة العدلية، ونزلت الأقدار بالآخر حتى أصبح يخرج من نصف فترة محكوميته لحسن السلوك ويقضي إجراما أكبر بقتل العديد من الأنفس بطريقة متصاعدة ومتباعدة وصولاً إلى عشرة رقاب ….

نعم هم عتاة الإجرام، ولكن باب الظرف أكبر منهم، وأيضا من وضع العدالة على الأرفف كان قد أزال السلم، وبَقى معلقاً .

 

التقيت بهم فكانت الأخلاق مع الابتسامة والإقرار هي المشهد، ارتفع المشهد إلى حد التوقير منهم، نظرت في عيونهم وقد نادت الإجابة بأنهم يَرَوْن الخير في، وأن في نفسي بقي جزء من أرواحهم .

انظر إلى الناس وقد ابتسمت لهم، تركض باحثة عن رضا منهم، وتجلب الهدايا للسلاطين الجدد، في مشهد غريب، يزداد غرابةً مع تغول المال وارتفاع الشهوات، يأتي المقوقس باسطاً ذراعيه، الكل مجيب لهذا المجرم، وبعد موته توزع العطاياً صدقة على روحه، وقد لا تنفك دار الخبر من المعزين .

هل المجرم له كل هذا التوقير؟ أم أنه نال صك الرضا والبراءة من عيون الأجهزة الأمنية التي أرسلته إلى رف الكتاب !!!

 

لم أنس ذاك المستشار العالي بالمحكمة الذي يصطف أمام بيته كبار هؤلاء من شارعي، فكانت قسم الحكم بنص الأرض لا غير….عزل باب بيتي وخرجت بعيداً حتى أتى الطوفان وجرف كل شيء عام 2011 ولَم يبقِ أحداً إلا (رف الكتاب.. فقد بقي عالياً لم يسعفه طوفان، وبَقى في آخر الزمان مستشاران هما مصطفى عبدالجليل وعقيلة صالح ومنهم على نفس المستوى….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى