* كتب/ يوسف أبوراوي،
أيام المراهقة كنت مولعا بقراءة كتب التراجم، أنتشي عندما اقرأ عبارات مثل: العلم العلامة والبحر الفهامة وحيد دهره وفريد عصره… الخ.. من التحليات التي تصدر بها تراجم الفقهاء والعلماء، والتي أحيانا تفوق في كميتها المعلومات عن حياته.
بعد فترة توقفت عن ذلك، وبدأت أكره كل هذه المبالغات ليس حسدا لهم أو غمطا من حق هؤلاء الرجال، ولكن كرها لحالة من المبالغات التي شاعت في العصور الأخيرة، وعدم وجود ضابط يضبط هذه التسميات، فلو كان عندنا كل هؤلاء العباقرة أين هو إسهامهم في علومهم التي أتقنوها وأفنوا أعمارهم فيها؟
أغلب هؤلاء كانوا معلمين ينقلون ما حفظوه إلى الطلاب أو يضعونه في حواش على الكتب المشهورة في الفقه والنحو وغيرها من العلوم، وبما أن المزاج العام السائد هو أن السابقين كانوا أكثر علما من اللاحقين، رأينا هذه الهالات حول بعض الذين كثر طلابهم.
التقييم قديما وحديثا هو مقدار المساهمة، والمساهمة هنا تعني الإضافة للعلم ولو كانت بسيطة.
كما أن الجدد من المتخصصين والأكاديميين لا يفرق حالهم عن الأولين، ترى عند بعضهم عددا كبيرا من الكتب والأبحاث المنشورة ولكن التقييم كمي لا كيفي، فما فائدة أن تصنف مائة كتاب هي تجميع لما قيل قبلك؟
الملخص أن الإبداع والتجديد قليل نادر عزيز، والبقية وأنا في مقدمتهم تقطع وتلصق قديما وحديثا لا أكثر، سواء وضع قبل اسمها العالم العلامة او الأستاذ الدكتور.
أعرف أنه كلام لا يسر الكثيرين ولكنه حقيقي جدا.