الرئيسية

ناظر مسجد “بن غلبون” العتيق يحذر من انهيار المبنى بعد تصدع أركانه

الناس في زيارة لمسجد بن غلبون العتيق بمصراتة

 

الناس – عبدالعزيز عيسى / صور – محمد شاكير

لم تطله آلة الهدم التي طالت مساجد أخرى في المدينة، هي أحدث منه قياساً إلى عمره الذي يقترب من أربعة قرون، ولم تسعفه الحكومة لإنقاذه والإسراع في عملية ترميمه، ينتظر مسجد بن غلبون العتيق بمصراتة تدخلاً عاجلاً لإنقاذه وترميمه وصيانته بعد أن أطلق ناظرُه مؤخراً نداءات علها تجد إجابة!

 

1678-2025م

يقول “عبدالرحمن علي بن غلبون” ناظر المسجد إن المسجد الذي يقع بقرية الملايطة بمنطقة قصر حمد شمال شرق مصراتة يعد من أقدم مساجد مصراتة، أسسه المؤرخ والعالم أبي عبدالله محمد بن خليل بن أحمد بن عبدالرحمن بن غلبون، أحد مؤسسي النهضة العلمية بمصراتة.

و تابع أن المسجد الذي تم بناؤه سنة 1678م حسب روايات، ويتربع على أرض مساحتها 400 متر، ويضم بيت الصلاة والمئدنة والمزولة، خضع لعمليتي صيانة بجهود أهلية، كانت الأولى سنة 1771م فيما كانت الثانية بعدها بمائة عام أو أقل.

دعوات ومناشدات

يتابع محدثنا أن دعواتهم لترميم المسجد وصيانته لم تتوقف منذ أعوام، مجدداً مناشدته لتشكيل فريق لدراسة ما يتطلبه المسجد من ترميم.

وأضاف أن بيت الصلاة أصابه التصدع لمرور مئات السنين على بنائه بالطين والحجارة، إلا أنه تشبث بعدم إدخال المواد الحديثة في صيانته وترميمه بقوله: “ستفقده طابعه التاريخي!”

وأكد “بن غلبون” أنهم محافظون على الملامح التي أسس عليها المسجد، باعتباره من المساجد التاريخية ومعلم حضاري أثري لا يزال يحافظ على طرازه القديم.

وضرب مثلا بجامع قرجي بالعاصمة طرابلس الذي تهالك وجرى ترميمه وإرجاعه إلى ما كان عليه عبر شركة متخصصة في الترميم.

مجرد وعود

وبنبرة يأس، استغرب من عدم اهتمام الحكومات بهذا المسجد، بدءاً من الوفد التابع لجهاز المدن الأثرية والتاريخية الذي زار المسجد في العام 2010م ومكث فيه سبعة أيام لإعداد دراسة وتصور لصيانة المسجد.

كما قام عميد بلدية مصراتة الأسبق بزيارة المسجد رفقة فريق هندسي، إضافة إلى زيارة قام بها رئيس حكومة الوحدة الوطنية منذ ثلاثة أعوام، ووعد بصيانة المسجد إلا أن شيئاً لم يتم حتى لحظته.

ناظر المسجد: نصر على المحافظة على الملامح التي أسس عليها المسجد. والمنبر القديم نقله الطليان فترة الاحتلال أطالب الحكومة باسترجاعه

واستغرب من عدم اهتمام هيئة الأوقاف وجهاز المدن التاريخية بهذا المسجد التاريخي، لوجود مخاوف من انهياره في أي وقت.

لن نهدم ماضينا

عبّر محدثنا عن استغرابه من وجود دعوات لهدم المسجد وبناء جديد على أنقاضه، متسائلاً كيف لنا أن نهدم ماضينا وتاريخنا؟ هذا لا بد أن يبقى للأجيال.

ومضى يقول إن المسجد في الماضي كان منارة علمية ودار افتاء يقصدها الناس من كل مكان، كما كان مركزاً لاستقبال وفود الحجيج القادمة من المغرب العربي.

واستعرض دور المسجد في تخريج العلماء والأئمة والفقهاء، فضلاً عن دوره في حركة الجهاد ضد المستعمر.

محمي بالقانون

اكتفى جهاز إدارة المدن التاريخية بوضع لافتة صغيرة على مدخل المسجد كتب عليها (بلدية مصراتة/مسجد بن غلبون) محمي بالقانون رقم 3 لسنة 1995م بشأن حماية الآثار والمتاحف والمدن القديمة والمباني التاريخية.

يعلق محدثنا بقوله إن الجهاز اكتفى بتعليق هذه اللوحة الرخامية على مدخله.

وتعهد بحماية المسجد حتى لاتتوقف فيه الصلوات، بكل ما أوتي من قوة وذلك لوجود محاولات من البعض لإزالته.

ووجه في ختام حديثه دعوة للحكومة لاستعادة المنبر القديم للمسجد الذي نقلته إيطاليا خلال احتلالها ليبيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى