الأناضول-
بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبد الحميد الدبيبة عام 2021، تحققت بيئة مستقرة نسبيًا وعادت الشركات التركية للعمل في البلد العربي.
وخلال العامين الماضيين، حصلت الشركات التركية على العديد من المناقصات في مجالات مختلفة، مثل المطار ومحطة الطاقة، والطرق والجسور والحدائق العامة والمستشفيات وأعمال البنية التحتية وإنشاء المباني الحكومية والخاصة.
إلا أن فترة السبعينيات من القرن الماضي، تعتبر الفترة الأولى لعمل الشركات التركية في ليبيا.
* خطوات جريئة
وفي حديث للأناضول، قال حسن تحسين تشبي، صاحب شركة مقاولات في ليبيا، إنه “يجب على الشركات التركية ذات الرؤية المستقبلية ألا تتجاهل السوق الليبية.
وأوضح تشبي أن الأوضاع في ليبيا يمكن أن تكون قاسية في بعض الأحيان والفرص محدودة، لكن السبب الأول لنجاح الشركات التركية حول العالم هو “الخطوات الجريئة التي اتخذتها”.
وأضاف: “لدينا روابط ثقافية وتاريخية عميقة بهذه المنطقة، والفرص الممنوحة لنا بغض النظر عن الظروف تعتبر مهمة كبيرة لنا”.
وتابع تشبي: “لدينا في الوقت الحالي 3 مشاريع في ليبيا، 2 منها في العاصمة طرابلس والثالث في مصراتة”.
وذكر أن أحد المشاريع في العاصمة هو “مبنى البرلمان القديم الواقع في محيط سوق الثلاثاء، المكان الأكثر شهرة في طرابلس”.
وأوضح أنه بدلاً من مبنى البرلمان، سيتم بناء أبراج مكتبية ومناطق تجارية واجتماعية، لافتًا إلى أن هذا المشروع يعتبر أكبر المشاريع وأكثرها تميزًا بعد الثورة الليبية.
وأشار إلى أن أعمال الحفر وتحليل التربة لبناء المشروع تم تنفيذها من قبل المهندسين الأتراك.
* حجر الزاوية بالعقود الخارجية
قال المهندس التركي زكي أرار، إنه قدم إلى ليبيا لأول مرة عام 1980 بعد تخرجه من الجامعة، وأنه يعمل منذ عامين في مشروع جسر وطريق في العاصمة طرابلس.
وأوضح أرار للأناضول، أن “المشروع عبارة عن تسهيل لحركة المرور بين منطقتي أبو سليم وبوابة الجبس على طريق المطار القديم”.
وأكد أنه بعد 8 أشهر سيتم تسليم المشروع والطرق الرابطة فيها إلى السلطات الليبية، مشيرًا أن الهيكل الفولاذي لأعمدة الجسر والحواجز الخرسانية المسلحة ستُجلب من تركيا.
وذكر أن لدى شركته حاليًا 3 مشاريع، 2 منها سدود، وأن الشركات التركية بدأت بالقدوم إلى ليبيا مرة أخرى.
وأضاف أرار: “الجميع يفكر في العودة إلى ليبيا، والشركات التي نعرفها تجري مفاوضات هنا وأعتقد أننا سنكون ناجحين للغاية كما كنا سابقا”.
وتابع: “ليبيا بالنسبة لنا حجر الزاوية في العقود الخارجية ومن الضروري إدراك أهمية ذلك وعدم مغادرتها”.
* أكبر مستشفيات العيون
ومن المشاريع الكبرى التي تبنى المهندسون الأتراك العمل عليها في ليبيا، تحديث أحد أكبر مستشفيات العيون على مستوى إفريقيا، والتي انتهى معظم بنائها في عهد القذافي.
وبحسب مسؤول الشركة في ليبيا محمد أبوزيد، وهو مواطن تركي من أصل مصري، فإن المشروع بدأ عام 2010، لكن توقف في 2011.
وقال أبوزيد للأناضول: “بدأنا العمل على المشروع قبل 6 أشهر، ونهدف إلى استكماله في نهاية 2023”.
وأضاف أن المستشفى الذي يتسع لـ250 سريرًا ويقدم خدماته للمرضى من ليبيا وخارجها، يعتبر من أكبر مستشفيات العيون في إفريقيا.
ويعمل في المشروع 40 عاملًا محليًا وأجنبيًا، و23 فنيًا من تركيا يعملون في مجال الكهرباء والميكانيك.