الرئيسيةالراي

رأي- تعالوا نعمل معا..

* كتب/ د. حسام درويش،

علماء النفس يعتبرون أن للإنسان ثلاثة أعمار: العمر المسجل في الأوراق الرسمية، والعمر الذي يراك به الناس ومرتبط بالصحة، والعمر الثالث وهو المهم، المعنوي المتعلق بإحساس كلٍّ منا بالعمر..

نعم فنحن شباب الحب والضحك والبسمة والسعادة والخبرة والثقة، نعم لا يمكن الاستغناء عنا أبدا، نسير جنبا إلى جنب مع الشباب، ننقل لهم ما تعلمناه ونأخذ بيدهم ونفيد مجتمعاتنا أكثر، ونقود بلادنا على الطريق الصحيح ونعدّ شبابنا ليقود بلادنا أيضا.

بلوغ الخمسين فما فوق يجعلك تدرك أكثر من أي وقت مضى مدى رغبتك في تحقيق إنجازات أكثر والتمتع بالفوز، لا لشيء سوى أن ذلك يجعلك تبتسم لأنك حققت هذا الإنجاز في هذا العمر بالتحديد.

سن فوق الخمسين تكون الخبرات الحياتية قد نضجت بما فيه الكفاية لمراكمة الذكريات والاستفادة منها، وكذلك الوقوف عند المحطات التي لم تستغلها في حياتك، والأمنيات التي لم تحققها يوما، حينها فقط تدرك كم أن الحياة قصيرة ولكنها جميلة.

في سن الخمسين تصبح لدى الرجل قابلية للتغيير واستخدام مهاراته بطرق مختلفة تماما والانتفاض على التقاليد، لكن ذلك يتطلب نوعا خاصا من الرجال أمثال أولئك الذين يقبلون على الحياة ويعشقون المغامرات.

تكون لدى الرجل في عمر الخمسين قدرة كبيرة على تحويل أي غضب يعتمل بداخله إلى طاقة إيجابية ينثرها على من حوله من الناس، فكل ما تحمله من عصبية في سن الشباب يتفجر طاقة إيجابية في عمر ما فوق الخمسين.

كل الدراسات العالمية أثبتت أن من هم فوق الخمسة وخمسين أكثر حكمة، أصبحت هذه حقيقة مثبتة، علميًا. أظهرت دراسة جديدة أنه عندما تجادلون والديكم في المرة القادمة، من المفضل أن تصغوا لنصيحتهم. يبدو أن دماغ كبار السن يستطيع التوصل إلى قرارات، أكثر فعالية ونجاح.

حيث أكدت دراسة عالمية حديثة من مايو كلينك أن كبار السن هم أكثر حكمة – بخصوص اتخاذ القرارات الصحيحة، على الأقل. يبدو أن الذين يبلغون من العمر أكثر من 55 سنة يستعملون دماغهم بشكل أنجع، بالمقارنة مع الشباب. هذا لأنهم أقل قلقا من مغبة الوقوع في الأخطاء. حتى وإن أمضوا وقتا أطول للتوصل إلى القرار، إلا أن الطريقة الناجحة التي يتبعونها توفر عليهم الكثير من الطاقات الزائدة التي قد تبذل هباء.

أن المتشائم يرى الصعوبة في كل فرصة والمتفائل يرى الفرصة في كل صعوبة، لا بد أن نرى أن عمر ما فوق الخمسين يعنى بداية الفصل الأجمل في الحياة، وأنه قد حان الوقت لتنمية المهارات والقدرات الإبداعية التي ظلت مدفونة لعقود وسط الأعباء اليومية.

تعالوا نعمل معا، المستقبل بالفعل للشباب والحاضر للجميع نأخذ بيد أولادنا ندربهم نعلمهم الحنكة والقدرة على اتخاذ القرار، نقود بلادنا معا فصاحب الخبرة يفكر ويناقش ويقرر، والشباب ينفذ ويتعلم لينقل كل خبراته لمن بعده.

نصيحة لكل من هو فوق الخمسين. استمر استمتع بحياتك سافر اعمل العب ارقص افرح فهذا عمر الفرح عن حق.

إنك قادر علي العطاء ولا توجد حياة بدونكم، فأنتم أصحاب الخبرة والحنكة والتجربة، أنتم الضحكة والبسمة والسعادة، أنتم السعادة ضعوا يدكم في أيدي أولادكم وشبابكم وارتقوا ببلادنا معا، نعم معا، فالشباب للابتكار وللبناء والتنفيذ ونحن للتفكير والتخطيط والتدبير ونقل الخبرات وكبح الجماح.

فكّر بما لديك من نِعَم، وليس ما لديك من هموم. عندها فقط تشعر بالنضارة والحيوية، والشباب الذي يتجدد كل يوم تحياه. عمرك ليس المسجل في الأوراق الرسمية، إنما ما تشعر به في داخلك، وما يعتمر في تفكيرك. وبعدها سيتولد عندك الشعور الدائم بالصحة والعافية، والنشاط وتوقُّد الفكر، ومواجهة الحياة، والتغلب على مصاعبها ومِحَنِها وتجاربها.

تخلص من المَللِ النابع من الرُوتين اليومي للحياة، ولا تندم دائمًا على ما فَات. لا تقلق من الآتي، فيفسد حاضرك الذي تعيشه، وتضيع البهجة والسعادة.

أخيرا أقول لكم المثل الفرنسي/ عمر الرجل كما يشعر وعمر المرأة كما تبدو. فاهتموا بأنفسكم وبصحتكم ولياقتكم وتجملوا فأنتم شباب على طول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى