الرئيسيةالراي

رأي- إلى عاشق الولاعات الحديثة

* كتب/ هشام الشلوي

 

أرأيت معي كيف أن أوزان شعبنا زادت، وانتفخت بطونهم تضخمت أعناقهم، ما كان لهذا الدولار اللعين أن ينقص من ثلاث وجبات أساسية وما بينهما، فالتن والدحي رغم جنون سعرهما مازالا يزينان سفر مطابخنا.
أرأيت معي كيف أن الإرهاب تحول إلى مهاجر غير شرعي يسهل التقاطه وحتى بيعه في المزادات الخفية، وكيف أن السجائر رخصت وعادت إلى دربها القديم؟

أرأيت كيف أن أكثر من عشرين موظفا يتمنون انهيار الإصلاحات الاقتصادية، رغم كل تلك الدعاوى الفارغة التي تتمنى عيشا كحياة أهل اليمن من ألف سنة.
أرأيت كيف أن الخمر الوطني في أنفاسه الأخيرة مع غزو المستورد لحلوق الشبيبة، وأن خمرنا ما عاد يطيقه إلا الفلاحون وسماسرة عقارات الأحياء الفقيرة.
أرأيت كيف أن القنوات تلاحق الساسة والممثلين، وكيف أن الفضائح الجنسية أضحت تزغرد على منصات مواقع التواصل، وأن مجلس النواب بات وشيكا من شراء السكايب؟

أرأيت كيف أن حفتر عاد كإله للشمس، وعقيلة صالح كمحافظ للإسكندرية، ومجلس الدولة يخطط لبناء فندق شبيه بالمهاري في ثلاث دول؟
أرأيت كيف أنه في هذا العام توقف أحمد المسماري فجأة عن الكذب واتبع طريق مولانا جلال الدين الرومي، وكيف أن معيتيق يفكر مليا في إنتاج مسلسل عن سحرة فرعون وقارون وهامان؟

أرأيت كيف أن شمام اكتشف نصا في التوراة يبشر بتحول بني وليد إلى جنان مزهرة، وترهونة وغريان مقرا لمجلس أمن العالم.
أرأيت كيف أن الذئاب انسحبت من طريق الشوك، إلى حي الأندلس، وأن بعضا من شباب البيضاء يكتبون رواية عن الانفصال الضال؟

أرأيت كيف فهم صديقنا المشترك أخيرا فلسفة ماكس فيبر الحاضة على الاكتناز في الدنيا حتى يصل إلى الإله الحق، ومرضاة كل سكان تاجوراء.
أو تعلم أن برازاني وأبو الأسود الدؤلي يسكنان غير بعيدا عنك في عمارة يعقوبيان، وأن محمود جبريل على وشك ترؤس حزب العدالة والبناء؟
يا لها من سنة مترعة يا عزيزي، يا لها من أيام وساعات تمر في سرعة البرق، تسرق معها الحكومة ما تبقى من عرق الدولة..

يا لها من سنة عنيفة وصلت فيها المليشيات إلى أندية كرة القدم، كنوع من الارستقراطية، وتحولت فيها المطارات إلى ملاعب حرب.
يا لها من سنة تحول فيها الكره والحقد إلى وجبة يومية يتغذى عليها الأطفال، حيث الزوجات يبغضن رائحة أحذية أزواجهن المنتنة، وترش فيها مؤسسات المجتمع المدني الفلفل الأسود على وجوه الفتيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى