الرئيسيةالراي

رأي- بين الثلاجة والإحراق … وبين جمال وأنور والقذافي قصة سينما

* كتب/ محمود ابو زنداح

asd841984@gmail.com

 ذلك الرئيس الذي أتى من الخلف دون توقع الكثيرين، فقد كانت بشرته السوداء عائقا أمامه، ولكنها في ذات الوقت  كانت الإكسير الذي يطيل عمر الكبرياء ..

نال أنور السادات نجاح الانتصار (حرب أكتوبر) ولكنه في الختام نال هزيمة الاعتراف؛ وإن كان البعض يشير إلى أنه انتصار ونجاح عندما تعترف بالعدو وتخاطبه من وسط الكنيست، كانت المساحة وفرصة التعبير بالبلد أكبر مما انعكس على جوانب أخرى بالبلاد، ومنها ازدهار السينما التي من خلالها نميز حركة وثقافة الشعوب .

كانت هناك أفلام تنتج لأجل ما يطلبه المشاهد، مدخولها تجاري صرف، وهناك أفلام تعبّر عن حالة البلد أو مشاكل الناس، وإن كانت الأفلام ذات المعنى الوطني قليلة وتتعرض للرقيب وشعار المقص .

السادات كانت شخصيته وروحه بصمة، يكفي أن الفنان الكبير أحمد زكي عندما لعب دور السادات ببراعة قد عانى الكثير من الأمراض الجسدية ومنها القولون لسنوات.

السادات نال منه الاٍرهاق والتعب فقد كان يحكم بلادا كبيرة، حتى رأى الشعب ذات يوم إن زعيمه قد اغتيل داخل منصة وهو يرتدي الشعار العسكري.

ليأتي الشاهد الثاني (مبارك) ويبدأ مرحلة التطبيع التي اغتيل من أجلها السادات، ويحيلها إلى سلام بارد، ولكن لم تكن أبرد من وضع البلد داخل ثلاجة لمدة 30 سنة حسب قول البعض.

(حقبة حكمه) أدخل الكثير من المؤسسات والوزارات والأجهزة والصناعة في مراحل من التجمد والبطء، ولكن السينما بقت والأسمر الرئيس والممثل قد نال الوسام .

ذات يوم سطع نجم نور الشريف، وقال المخرجون أن أحمد زكي أقصى ما عنده أو ما يقدمه هو (قرصون)  يمد القهوة إلى الآخر،  ولكن أعلنها نور الشريف صراحةً بأن أحمد زكي هو النجاح الكامل. فإن كان نور الشريف سبعة من عشرة فإن زكي هو العشرة..

تتقدم العجلة حتى ولو كانت بطيئة ورغم أنف الحاكم لأنها مصر الدولة .

احرق القذافي كل شيء يخص الإبداع والحركة والمعرفة وبَقى اللون الواحد، ودونه تكون عمى الألوان، تباعد كبير بين الأهالي وسكّان البلد، فكان البناء العمودي هو السائد، بعد المسافات بين عاصمة الثقافة والسياسة أبقى آلاف الأميال، منعت السينما والمعرفة والأشعار والندوات الفكرية والنقاشات الحقيقية وأغلقت أبواب الفكر والتجديد، وأجبر أستاذ الجامعة ورئيس الفيزياء والكيمياء وغيرها بأن يجلس بمقعد داخل مدرسة ويناقش مع الهارب من المدارس كيفية إعادة توزيع الطماطم أو الزيت والحليب داخل الجمعيات، وهذا أقصى طموح يمكن أن يكون على جدول الأعمال ويناقش.

بين الثلاجة والإحراق هي مرحلة الموت

انخفض التمجيد وخرجت العقول من الثلاجة وانقشع الظلام عن مصر، ليبيا لم تكن إلا أوراقا تحت الرماد، وعند تحريكها كانت النار مستعدة أن تشتعل من جديد وتحرق دون توقف، ارتسم المشهد من جديد حتى يخرج الإبداع في أقصى حالاته، وتعلن حركة التصحر الفكري والمعرفي، إن القتل وسفك الدماء تبقى القربان لإله الحكم والسلطان؛ تبقى الحروب والاختلاف فيما بينهم مجرد شعارات لأجل البقاء وإعادة توزيع أنفسهم على المناصب، هي خديعة القذافي قديماً عندما اعتاد على إعادة تدوير الوزراء في أماكن أخرى، فكلما ارتكب الوزير فعلا شنيعا ينال منصبا في مكان آخر، ويعزل من مكانه دون أدنى محكمة في كثير من الأحيان..

لا يمكن أن يقارن مواطن راتبه ضعيف لا يفي ثمن الخبز شهرياً، وراتب آخر يتجول به في بلاد الغرب، وأيضا لا يقف عن السرقة والنهب والخداع وبيع الأوطان، وينتهي بِنَا الحال بان هذا وطني أو مواطن وذاك مواطن!!.. بين سينما الواقع والخيال تبقى الأفلام سيدة الواقع..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى