الرئيسيةثقافةفي الذاكرة

الساحرة الجميلة..

 

الساحرة الجميلة… !! 

 

* كتب/ عطية صالح الأوجلي

 

عندما كنا صغارا.. وقعنا في عشق الأفلام السينمائية.. أُخذنا بسحرها فسلبت عقولنا وجعلتنا نتحين الفرصة للحصول على ثمن التذكرة وموافقة الأهل وصحبة الأصدقاء لنعود ثانية إلى صالات السينما المظلمة.. قعودا إن أبكرنا بالقدوم.. ووقوفا إن تأخرنا… وكثيرا ما كنا نصاب بخيبة الأمل عندما نعجز لشدة الزحام عن الحصول على تذكرة دخول.. فالوصول إلى الشباك تحول بيننا وبينه أجساد قوية تتصارع وتتزاحم وتتصادم.. وأحيانا تتعارك في مشهد لم يغادر حياتنا بعد.

 

كانت السينما حلقة وصل بيننا وبين عوالم مثيرة وساحرة.. كانت تمثل لنا بساط الريح ومصباح علاء الدين معا، فهي تنقلنا إلى عوالم وشخصيات ومواقف لم نكن نعلم بوجودها أو لم نكن لنصل إليها….. و تزودنا بمعارف وقصص وحكايات.. وتشد خيالنا بعيدا عن الأزقة المتربة وعصا المدرس… وتسلط الجميع علينا.

 

البداية كانت بالطبع مع الأفلام المصرية… التي نجحت في أن تجعلنا نعلم عن صعيد مصر أكثر مما نعلم عن مدن ليبية مجاورة لنا…أتقنا اللهجة المصرية مبكرا.. وتعلقنا بحواري القاهرة ومعلميها وفتواتها وشبابها.. القصبجي وأنور وجدي.. فريد شوقي والمليجي.. استفان روستي.. توفيق الدقن… كلهم كانوا نجوما لنا… لكن الغرام كان في أفلام إسماعيل يس.. ومغامراته التي لا تنتهي.

 

كنا نسكن جوار سينما هايتي وسينما الاستقلال.. كانت الاستقلال تعرض الأفلام العربية بينما تخصصت هايتي في الأفلام الأجنبية.. حيث نقلتنا إلى عوالم هرقل وماشيستي وزورو… ولكن الغرام كان في أفلام الكاوبوي… جيري كوبر ثم جان وين وفي مراحل لاحقة. أفلام الحروب….. لقد تأثرت حتى ألعابنا في الشارع فصرنا نلعب هنود حمر وأمريكان عوضا عن “الليبرا” وغيرها من الألعاب التي نجد فيها المتنفس واللذة وتجديد النشاط…. لا أنسى “التوبولينو” او الرسوم المتحركة التي كانت تعرض قبل بدء العرض الرئيسي.. حيث تملأ القاعة ضحكات الجميع.. وحيث أمتعنا والت ديزني كما أمتع كل أطفال العالم..

 

كان في بنغازي عدد من دور العرض من بينها الحرية، الشرق، النهضة، 9 أغسطس، الهلال، برينيتشي، وسينما ركس. الأخيرة كانت أحدث السينمات وأكثرهن أناقة، وكان الجلوس فيها حسب رقم المقعد.. والدخول إليها حدث يكرره المرء لأصدقائه لدرجة الملل.

كانت أيام…. أرجعت ذكرياتها الصورة المرفقة لأحب دور السينما إلي.. سينما “البرينتشي”.. التي كانت تستضيف الحفلات الغنائية كحفل عبدالحيلم حافظ وصباح وفريد الأطرش ومسرحيات الفرق الزائرة للمدينة وكانت ذات يوم وجها مضيئا للمدينة.. كانت أيام.. !!!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى