الرئيسيةثقافة

رأي- في اليوم العالمي للغة العربية..

 

* كتب/ أسامة وريث

 

هل اللغـــة العربيـــة التي نستخدمها في الكتابة والإعلام والمؤسسات ((هي اللغـــــــة الأم Mother tongue لنا))؟

تبدو الحقيقة معكوسة وعلى النقيض مما يعتقد الكثيرون بما فيهم أساتذة جامعات وخبراء مجمع اللغة العربية!.

فالعربية ليست لغة أم لنا! ولا لغيرنا من الكاتبين بها، حتى لا أقول ناطقين، لأننا لا ننطق العربية الفصحى! بل نتكلم اللهجة الليبية والتونسية والمغاربية والمصرية والسورية والعراقية . إن العربية الفصحى ليست سوى لغة مكتسبة في حقيقة الأمر، وهي أداة استخدام/تواصل وليست لغة محادثة/أم

(لغة مكتسبة من المدرسة لا البيت!) تلك مسالة لا ينتبه لها معظم مواطنو ومواطنات الشعب الليبي. بل حتى بعض دكاترة اللغة العربية في الجامعة، وقد صححت لبعضهم هذه الحقيقة المخفية التي غابت عن أذهانهم السجية!

(حسنـــاً؛ دعــونا نفهــم أولاً) أن العربية لغة وافدة من الحجاز، وليست أصيلة، إننا قبل 14 قرن كنا نتكلم لغات أخرى أولها الليبية غير المكتوبة، ثم البونيقية الفينيقية، ثم التافيناغ المكتوبة على الصخور، ثم الرومانية/اللاتينية الإفريقية في عصر سيفيروس

(بعد القـرن السابـــع) دخلت العربية كلغة عقيدة، وتم استعراب الملايين من الشعوب تحت تأثير الخداع الفقهي. لكن مطلقاً لم تكن العربية لغة أم، كما كانت عليه الليبية والبونيقية المنقرضة بفعل العقيدة، إن اللغة الأم الحقيقية للشعب الليبي هي الليبية المعاصرة! أعني اللهجة الليبية، فمن خصائص ومقومات اللغة الأم أن تكون متلقفة ويتلقاها الطفل ويتعلمها الإنسان بالسليقة منذ النشء!. أي بالفطرة من دون مدرسة من دون معلم من دون مصحح!

ومن علاماتها أن يتحدثها المرء بطلاقة ودون أخطاء!

إن اللغة التي نتعلمها نطقاً وكتابة في المدرسة؛ لغة مكتسبة من مؤسسة عامة، وسيُخطئ معظمنا اذا ما تحدث بها فصيحاً!

أما اللغة المحكية التي نتلقاها ودون وعي منذ الطفولة في البيت؛ هي اللغة الأم. تلك تماما هي خصائص اللغة الليبية/اللهجة. وأسميها باللغة لأنها تصلح تماماً لان تكون لغة لما تتضمنه من شروط اللغات، الأفعال، الأسماء، الملكيات، والضمائر وغير ذلك مما يحدده مختصو اللغات واللسانيات حول العالم. فضلا عن الحيوية باستخدام الألفاظ المعاصرة دون أي عُقد أو حواجز! اذا هي ليست ميّتة بل لغة حيّة بين أهلها.

من جانب أخر، وفي اطار (العربي عـربي اللسـان) هل يقودنا ذلك الى حقيقة التجريف العروبي لكل ما هو أمامه تحت دافع الدين!؟

(إذ يثير استغرابنـا في جميع بلـدان العـالم) ثمة ملايين البشر يتكلمون لغات غير لغتهم الأم

(في العصـور القديمـة) تحدث معظم سكان المتوسط؛ اللغة اللاتينية الصادرة من إقليم لاتيوم بروما. ولكن لم يُسمي الرومان يوماً الشعوب التابعة لهم باسم الشعوب الرومانية!. بل بـالليبيين والمصريين والسريان والنوميديين والماوري والباسك والجرمان والسلاف

(إن جميع مواطني الشعب الأمريكي يتكلمون الإنجليزية) وبالسيلقة، ومع ذلك لا يقول الإنجليز عنهم شعب إنجليزي!

(منذ عصـر الكشوفـات الجغرافيـة) صارت معظم بلدان أمريكا اللاتينية تتحدث اللاتينية الإسبانية، باستثناء البرازيل وسورينام والكاريبي، ومع ذلك لا يقول الأسبان إنهم لاتينيون أو فلمنك أو إنجليز! كما يفعل العرب مع جيرانهم في العراق والشام ومصر والمغرب الكبير بالقول أول الأمر أنهم شعوب أعجمية، ثم عربية وقنواتهم عربية وأصولهم عربية وحتى دحيهم وبطهم وكلابهم وحميرهم عربية!

(جنوب إفريقيا والهند وأستراليا ونيوزيلاند وغيرها عشرات) تتحدث الإنجليزية بل وفي البيت! ولا يُقال عنهم إنجليز!

(مشكـلة تراثنـا اللغـوي) أنه ملئ بالسطحية والخشبية والتجريف القومي الذي ابتلع منذ ظهور أفكار التحرر من الاستعمار ونشأة الجامعة العربية 1945 جميع الموروثات اللسانية والفكرية واللغوية

تحت اطار العربية كأداة استخدام/تواصل، من الجيد تعزيز (الهويــة الليبيــة) كفضاء يستوعب جميع الليبيين بمختلف ألوانهم وأعراقهم ومذاهبهم. وعلينا جميعا دعمها لا تخريبها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى