* كتب/ عاطف الأطرش،
مرت عدة أيام على قضية تحرش جنسي لطالبة بإحدى مدارس بنغازي على يد حارس المدرسة، والذي يحمل جنسية عربية، بدون أي رد فعل من أي جهة اختصاص… سوى أولياء الأمور الذين عبروا عن غضبتهم بقفلها حتى إشعار آخر!!
هذه الجريمة كانت مجرد رأس جبل جليد للفساد الحاصل بالمنظومة التعليمية ككل… وما حدث لم يكن سوى نتيجة لتخبط القرارات والصراعات القبلية والجهوية التي تعتري هذه المنظومة!!
وقد سبق هذه الجريمة الشنيعة جريمة أكبر… حيث قام حارس إحدى مدارس الجاليات الأجنبية بالمدينة بمواقعة أكثر من عشرين طالباً… ورغم القبض عليه ومحاكمته والاكتفاء بحبسه؛ إلا أن مثل تلك الحوادث ستستمر ما لم تتم مراجعة الأسباب التي أوصلتنا لهذا الحال…
حديثي هنا لن يتطرق إلى مسألة دور الأهالي أو الأجهزة الأمنية أو حتى مناقشة مسألة زيادة رواتب المعلمين حتى ينتبهوا لما يدور حولهم… فما يهمني هنا ما يواجهه أطفالنا من أيام مرعبة في تلك المدارس، والتي ستظل محفورة للأبد في ذاكرتهم… ليتحولوا إلى قنابل موقوتة في المستقبل…
حديثي هنا هو عما يحدث داخل جدران مدارس الجاليات… والتي فتحت لها الأبواب مؤخراً لاستقبال الطلبة الليبيين بها للدراسة بعد قرار غير محسوب للحكومة المؤقتة السابقة سمحت من خلالها بذلك… الأمر الذي ورط العديد من طلبتنا هناك في عدة قضايا مخلة بالشرف… ناهيك عما يفرضه بعض المعلمين الأجانب من عادات وسلوكيات وأفكار تتنافى مع تقاليد مجتمعنا… فلا يمكن القبول بأن يتعلم أبناؤنا الطلبة تقبيل الأيدي والأرجل واستعبادهم بطريقة مقززة في سبيل الحصول على بضعة درجات للنجاح… ومؤخراً بدأت استوعب بأن أحد اسباب الارتباك الديني الحاصل لطلبتنا في تلك المدارس ما اكتشفته مؤخراً بأن بعض المعلمين الأجانب يعلمونهم بعدم وجود الله أو الرسل والأنبياء، وأن هذا كله محض هراء والعياذ بالله…
ورغم معرفتي بمدير إدارة التعليم الحر بقطاع التعليم في بنغازي الدكتور بلعيد جمعة الورفلي… إلا أني استغرب حدوث ذلك وهو مكتوف الأيدي ولا يفعل شيئاً، وكأنه راضٍ تماماً عما يحدث لفلذات اكبادنا… فهل هذا الصمت المريب يعني تورطه ومشاركته فيما يحدث؟!
كيف يعقل أن يتم السماح باستمرار هذه المهازل والجرائم بحق أبنائنا… ونحن من يصرخ متباكياً باسم السيادة الوطنية… أي معنى للسيادة الوطنية وأبناؤنا في تلك المدارس تنتهك أعراضهم؟! أي سيادة وطنية نتحدث عنها وتلك المدارس تمارس عملها برخص مزورة ومخالفة لقوانين البلاد؟! عن أي سيادة تتحدثون؟!
مدارس الجاليات هنا قانوناً يفترض أنها تخضع لرقابة وزارة التعليم ووزارة الخارجية أيضاً… ولأن وزارة التعليم لدينا راضية بهكذا فساد… فينبغي لوزارة الخارجية أن تتدخل… وطالما أن وزيرة خارجيتنا الموقرة تنادي دوما باحترام السيادة الوطنية… فها هو ملف آخر يمس سيادتنا وشرفنا جميعاً… ويتوجب عليها التحقيق في هذا الملف… لأنني أنا شخصياً لا استبعد اختراقات أمنية تدور داخل أسوار تلك المدارس تصل إلى حد الجوسسة والتجنيد لجهات خارجية… وهذا ليس كلاماً مرسلاً وإنما بتقارير أمنية ورسمية… وبالتأكيد هناك رؤوس ليبية كبيرة متورطة في هذا الملف طالما أن المال هو من يتكلم تحت الطاولة…
ولنا عودة في هذه القضية… إن سلمنا…