اخبارالرئيسيةعيون

حفتر يتودد لواشنطن بالسعي لدعم إشهار التحالف الإماراتي الإسرائيلي

العربي الجديد- 

 

يستعد وزير خارجية الحكومة الموازية المنبثقة عن مجلس النواب المجتمع بطبرق عبد الهادي الحويج لزيارة العاصمة الإماراتية أبوظبي، لبحث انضمام حكومته لاتفاق التطبيع بين الإمارات والاحتلال الإسرائيلي.

ووفقا لمصادر برلمانية من طبرق، فإن الحويج، المتحمس لإعلان العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي، يلقى معارضة من بعض المسؤولين بحكومته وأعضاء من مجلس النواب.

ويعتبر الحويج من أقرب المسؤولين الحكوميين للواء المتقاعد خليفة حفتر، ومن أكبر مواليه، لكن أحد المصادر البرلمانية، التي تحدثت لــ”العربي الجديد”، أشار إلى مخاوف معارضي الإعلان عن التطبيع مع إسرائيل من أن أي خطوة في هذا الاتجاه ستلقى معارضة محلية ليبية واسعة، قد تزيد من حدة الانقسام الذي يعيشه معسكر حفتر في شرق البلاد.

وحول الهدف من السعي لإعلان الدعم لإشهار الإمارات تحالفها مع الاحتلال الإسرائيلي، أكدت المصادر ذاتها أنها جاءت بدفع من حلفاء حفتر، بهدف تحسين علاقة الأخير مع واشنطن، راعية اتفاق إشهار التحالف بين الإمارات واسرائيل، لتقوية موقفه السياسي الدولي ضد حكومة الوفاق، بعد أن شهد معسكره انهيارات سياسية وعسكرية.

 

ويعتبر الحويج من داعمي تطبيع العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وفي ديسمبر الماضي، قال موقع صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إن الحويج “يأمل أن تتمكن ليبيا من إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل إذا تم حل القضية الفلسطينية”.

وأضافت الصحيفة، التي التقت الحويج أثناء زيارة له في الشهر ذاته لباريس، أن الحويج صرح لها بالقول “نحن دولة عضو في جامعة الدول العربية، وملتزمون بقراراتها وبقرارات الأمم المتحدة، ونؤيد حق الشعوب، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني، لكننا نؤيد أيضا السلام الإقليمي، ونعارض الإرهاب ونحاربه في ليبيا أيضاً”.

وعلى الرغم من اشتراط الحويج حل القضية الفلسطينية للتطبيع مع إسرائيل، إلا أن نائب رئيس هذه الحكومة عبد السلام البدري ذهب إلى ما هو أكثر من التطبيع، مطالباً إسرائيل بإنقاذ أوضاع حفتر المنهارة في جنوب طرابلس.

وخلال لقاء أجرته معه صحيفة “ميكور ريشون” الإسرائيلية، في العاشر من يونيو الماضي، قال إن حكومته لم ولن تكون “عدوة أبداً” لتل أبيب. وتابع “كنا على مر التاريخ ملجأ لكل أبناء الديانات. لدينا تاريخ طويل من الاتصال مع إسرائيل والجالية اليهودية”.

وأضاف: “نريد خريطة جديدة، تأخذ بعين الاعتبار مصالح بلادنا إلى جانب دول المنطقة”. وشدد: “لا يمكن للأتراك، ولا الروس الذين يساعدوننا عسكرياً، إدارتنا كدولة وفق تصورهم، بالنسبة لنا الشركات الأميركية هي التي أسست صناعتنا النفطية، ونحن ندعوها إلى العودة”.

ووفق الصحيفة، فقد أرسل البدري عبرها رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: “لم ولن نكون أبداً أعداء، ونأمل أن تدعمونا، الظروف هي التي حالت بيننا حتى الآن”، مضيفاً “ندعم حل الدولتين، في ذات الوقت لدينا مصلحة مشتركة، نحن وأنتم في الجانب نفسه، سيكون غباء منا تجاهل ذلك”.

ورغم كثافة التصريحات التي تكشف رغبة حلفاء حفتر في إقامة “علاقة طبيعية” مع إسرائيل، إلا أن الباحث الليبي في العلاقات الدولية، مصطفى البرق، يرى أن “مسعاهم لن يلقى ترحيباً إسرائيلياً كبيراً، ولن توليه تل أبيب أي أهمية لوقوع هذه الحكومة في أتون صراعات سياسية مرتبطة بملفات أخرى في الشرق الأوسط والبحر المتوسط مهمة بالنسبة لإسرائيل”.

وبينما يؤكد البرق، في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن خسارة حفتر العسكرية مؤخرا، وتضاؤل دوره السياسي، حذوا بدولة الاحتلال الإسرائيلي إلى التقليل من تواصلها معه، مستشهدا بتقرير لصحيفة “هارتس”، مؤخرا، الذي كشف عن لقاءات كثيفة بين ممثلي الموساد بحفتر بوساطة مصرية وإماراتية لتزويده بالأسلحة، إلا أن التقرير أشار إلى تراجع إسرائيلي عن دعم حفتر بعد انكسار قواته.

وكانت العديد من التقارير الإعلامية أشارت إلى توسط أبوظبي لدى دولة الاحتلال في سنوات ماضية لتمتين علاقة حفتر بها، وتسهيل حصوله على دعم عسكري لحروبه في ليبيا.

 

وفي يوليو 2017، كشفت مصادر مقربة من حفتر لـ”العربي الجديد” عن عدة لقاءات جرت بينه وبين مسؤولين أمنيين إسرائيليين، انتهت إلى حصوله على دعم عسكري ممثلا في بنادق قنص متطورة ومناظير ليلية، بالإضافة إلى مشاركة سلاح الجو الإسرائيلي في التمهيد لسيطرة حفتر على منطقة الهلال النفطي.

وفي ديسمبر الماضي، أكدت مصادر مصرية وليبية لــ”العربي الجديد” عن تدريب الاحتلال الإسرائيلي لعناصر من مليشيات حفتر على حرب الشوارع على الأراضي الليبية بتنسيق مصري، في الفترة ما بين أغسطس وسبتمبر الماضيين.

ورغم التصريحات المبكرة لحفتر التي غازل فيها دولة الاحتلال الإسرائيلي عدة مرات، من بينها لقاء مع صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية في ديسمبر  2014، وأشار فيها إلى عدم ممانعته في إقامة علاقة مع إسرائيل، إلا أن البرق يؤكد أن دور حكومة مجلس النواب “لن يتجاوز دعم اتفاق الإمارات مع إسرائيل، والذي يتعرض لنقد شديد من أطياف وشرائح عربية وإسلامية واسعة في الوقت الحالي”.

وأشار إلى أن عمليات الحشد، التي يقوم بها نظام عبد الفتاح السيسي، لدعم إشهار التحالف الإماراتي الإسرائيلي “لن تعول بشكل كبير على موقف ليبي منقسم، خصوصا من جانب حكومة مجلس النواب، التي لا تحظى باعتراف دولي، في وقت تعيش فيه أوضاعا صعبة بعد انهيار حفتر العسكري”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى