اخبارالرئيسيةعربي ودولي

التونسيون يصوتون في انتخابات رئاسية تشهد منافسة محتدمة

 

(رويترز)-

بدأ التونسيون يوم الأحد التصويت في انتخابات رئاسية يتنافس فيها عدد كبير ومتنوع من المرشحين ويصعب التكهن بنتيجتها فيما تسيطر المشاكل الاقتصادية للديمقراطية الوليدة على اهتمامات الناخبين.

 

ومع عدم وجود شخص مرجح فوزه بشكل ساحق من بين 26 مرشحا في الانتخابات قد يصبح الفرق بين الخاسر ومن يتأهل لخوض جولة الإعادة بسيطا.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (0700 بتوقيت جرينتش) من العاصمة تونس المطلة على البحر المتوسط إلى غابات أشجار البلوط في الشمال الغربي والبلدات التي تعمل بالتعدين في الداخل وقرى المنطقة الصحراوية جنوبا.

وفي مدينة المرسى الساحلية القريبة من العاصمة، اصطف الناخبون في طوابير طويلة خارج مراكز الاقتراع. وقالت ليليا عامري (36 عاما) الموظفة بأحد البنوك “هذه حقيقة لحظات تاريخية. وصلت هنا في الساعة السابعة صباحا… لأدلي بصوتي لزعيمنا الجديد الذي يتعين عليه حماية الديمقراطية”.

وتخلصت تونس من الحكم الاستبدادي قبل ثمانية أعوام في ثورة ألهمت انتفاضات “الربيع العربي” في مصر واليمن والبحرين وليبيا وسوريا لكنها وحدها حظت بانتقال سلس وسلمي إلى الديمقراطية.

لكن الشعور بتراجع مستويات المعيشة منذ انتفاضة 2011 إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة والتضخم أحبط العديد من الناخبين فجاءت نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات المحلية العام الماضي عند مستوى 34 بالمائة فقط.

وفي حي لافاييت في العاصمة وقف العشرات ينتظرون الإدلاء بأصواتهم في فناء مدرسة.

وقالت خلود علوي (27 عاما) إن أيا من المرشحين لم يتمكن من إقناعها “لكن يتعين علي الإدلاء بصوتي. هذا مهم للبلد”.

ومثلما كان الحال مع الحكومة الحالية، سيتعين على الحكومة التونسية المقبلة أن تتعامل مع مطلب شعبي بزيادة الإنفاق الحكومي في حين تدفع الجهات المقرضة باتجاه خفض الإنفاق.

ويشعر ناخبون كثيرون بخيبة أمل. وفي حي التضامن كان معاذ شينفية (42 عاما) وهو عاطل عن العمل يجلس في مقهى وقال إنه لن يدلي بصوته.

وأضاف: “منذ الانتخابات وهم يقطعون لنا الوعود ولم يحدث شيء على الأرض فلماذا أدلي بصوتي؟ الانتخابات ستنتهي وستسقط الوعود فور توليهم مناصبهم مثلما حدث في الانتخابات السابقة”.

وبينما يتركز الاهتمام الخارجي لا سيما من جانب الدول العربية على حزب النهضة الإسلامي المعتدل، يراقب كثير من التونسيون مصير الإعلامي نبيل القروي الذي يخوض الانتخابات من السجن للاشتباه في تورطه في غسيل أموال وتهرب ضريبي. وينفي القروي هذه الاتهامات.

وقضت محكمة يوم الجمعة ببقاء القروي في السجن بعد إلقاء القبض عليه الشهر الماضي فقال أنصاره إن هناك من يحاول إسكات مرشحهم.

ومن بين المرشحين البالغ عددهم 26 مرشحا رئيس الوزراء يوسف الشاهد ورئيسا وزراء سابقان ورئيس سابق ووزير الدفاع. ويأمل المتنافسون بتحقيق فوز حاسم أو خوض جولة إعادة إذا لم يحصل أي مرشح على أكثر من 50 بالمئة.

وانسحب اثنان من المرشحين في الأيام القليلة الماضية لمساندة مرشح منافس.

* ساحة مزدحمة

مع هذا العدد الكبير من المرشحين، قد تسفر انتخابات الأحد عن نتائج متقاربة للغاية بحيث لا يكون الفارق في الأصوات كبيرا بين ما يحصل عليه المرشحان اللذان سيخوضان الإعادة المقررة بحلول 13 أكتوبر وباقي المرشحين.

وجرى تقديم موعد الانتخابات بعد وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي في يوليو وسيتعين على الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التعامل مع أي طعون سريعا.

وللرئيس التونسي سيطرة مباشرة على السياسة الخارجية وسياسة الدفاع في حين يتولى رئيس الوزراء الذي يختاره البرلمان معظم الملفات الأخرى.

 

وستجرى انتخابات البرلمان في السادس من أكتوبر.

وبسبب هذا الدور المحدود، أكد العديد من المرشحين على سياساتهم الخاصة بالأمن وهو مجال شهدت فيه تونس تحسنا كبيرا منذ هجومين شنهما متشددون إسلاميون في 2015 وأسفرا عن مقتل عشرات السياح مما دمر قطاع السياحة في البلاد.

ووقف جنديان مسلحان خارج كل مركز من مراكز الاقتراع التي زارتها رويترز.

ورغم خيبة الأمل بسبب الأوضاع الاقتصادية قال العديد من الناخبين إنهم فخورون بمسيرة تونس الديمقراطية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى