الراي

رأي- أنتم عبيد أيها السادة!!

* كتب/ محمود أبوزنداح

asd841984@gmail.com

 

لا سبيل لطرح عديد التساؤلات والبحث عن حلول لدولة مدخولها الوحيد هو النفط ومشتقاته، رواتب القطاع العام وجزء كبير من القطاع الخاص يندرج تحت باب النفط، وبصورة أخرى قليل من الغاز، يبقى باب الضرائب مثل  الإيرادات الأخرى هو قطاع خاص بالدولة ومسؤوليها .

 

الناس سواسية على الورق، هكذا تقول ليبيا وتنطق أمام الآخرين لمنهج التدفق (المادة السوداء)  التي تخرج من تحت أقدام الشعب الكسول والحكومة الفاشلة!

 

لا يوجد عدل مع المادة السوداء، فقد خلقت لأجل الفقر والتسول وإحلال الحقد مكان السعادة، خرج علينا سيادة المستشار كأول مسؤول دولة ينادي بتعدد الزوجات في مجتمع واحد غير عادل في اَي شيء، خاصةً أن المستشار كان يعلم العدل أو على الأقل سمع به..

لم ينتقد القضاة حتى يخرج لنا الجميل،  اكتفى بالتميز عنا دون الارتقاء بنفسه لصنع المميز، فكان منه عقيلة صالح كي لا يصلح بعد عبدالجليل.. وبقت القضايا ترمى فوق أسطح المكاتب بالسنوات، والجبن حل محل القضايا الكبيرة الملحة، فلم يكن الجهاز بقدر المسؤوليات الكبرى التي تنهي حياته وحياة وطن!!..

 

أصبحت أجهزة الدولة الكبرى تساير بعضها البعض من خلال تمرير مرتبات عليا أو منح اعتمادات كبرى…الخ، فأصبح العدل يمر على المصرف المركزي، والحكومة تذهب إلى الديوان أو الرقابة، والنائب العام مكتبه مفتوح للقنوات المتعددة، ومغلق على الكتاب والمثقفين والنَّاس العادية (طبعاً يسجن الإنسان البسيط لأنه نظر طويلاً في وجه موظف نيابة قد تخرج أول أمس ولا يعرف فك الخط) .

أين العدالة والمساواة؟ اذا كانت العلاقة فيما بيننا ترسمها خطوط عريضة من السرقة المباشرة، فالذي يسرق الكهرباء يعالج بقطعه لساعات معينة لمدن بعينها!!  والذي يقطع الغاز ويمنع زيوت السيارات يمنح كامل المزايا، والذي يحج لمكتب محافظ ليبيا المركزي ينال الدولار بالسعر الرسمي، والمواطن الضعيف يذهب إلى الخارج للعلاج ويشتري الدولار من السوق السوداء، ينسحب ذلك أيضا على التاجر الصغير …

لن أدخل في صراعات سياسية وأدعي أن مسؤولا هنا أو هناك يريد فلان أو غيره في الحكم ولهذا يقوم بتعذيب الشعب، يبقى الفعل المجرم  شاهداً على النوايا، ويبقى المواطن الضعيف هو المتهم ومجردا من الوطنية لأنه دُعي وبقي في ساحات الوغى يحارب عن زمرة فاشلة، قد أعلنت الخيانة العظمى واتهمت المواطن بها، ودائماً تسعى لمزيد  من خلق الشركات والعطايا والمرتبات، وأي خلل يعالج من جيب البسيط (الضعيف) بقص راتبه أو منعه وتقليله، أو برفع الدعم ومنع علاوات الأسرة.. إلخ.

وليذهب المواطن مسلوب الجنسية الذي فقدها دون أن  يعلم بعد أن حرم من استخراج جواز السفر وكتيب العائلة وأي أوراق أخرى مهمة، وعليه أن يقدم الكثير حتى يثبت أنه مواطن يستحق بعض من أوراقه الثبوتية .

 

لم يمر التاريخ بهذا الاستخفاف الرهيب ولَم يأت الإسلام إلا لأجل الحقوق ورفع الظلم، فكانت الطريق مضاءة وغنية في بقعة أرض تعاني الفقر الشديد، ولَم يعم الخير والخير الوفير إلا بعد أن ساد العدل، فاذاً غاب العدل.. ظهر علينا (مصطفى عبدالجليل وعقيلة صالح) من جانبيه !!!

 

حتى في غابة الدول وحالة الحيوان التي عاشتها أوروبا بالقرون المظلمة، لم تخرج من حالة العبودية (سرقة حقوق الغير) إلا من خلال ثورات كبيرة، شنق فيها المسؤولون مباشرةً بساحات، لا ترحم.. فكيف بدولة شنقت القذافي فقط وأكرمت الباقي بشكل أو بآخر !!!

من بصق في وجه مواطن بسيط.. نال أصناف العذاب ولَم تطلق عليه رصاصة الرحمة في الدقائق الأولى..

لدى الشعوب ذاكرة قوية فلا تبقي على مسؤول إذا عرف فساده، فكيف بشعب يبقي على حاكميه بالسنوات الطويلة تصل إلى عقد من الزمن!!

كفى بالشعب إهانة أ، يخرج عليه المسؤول صبح مساء وقال له أيها الشعب العظيم -والطامة الكبرى إن قال له أيها الشعب الكريم- (أنتم عبيد يا سادة)!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى