اخبارالرئيسيةعربي ودولي

وصول قافلة إمدادات غذائية للغوطة الشرقية رغم القصف

وصول قافلة إمدادات غذائية للغوطة الشرقية رغم القصف

 

(رويترز)- عبرت قافلة إغاثة مناطق تدور فيها المعارك في منطقة الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة مسلحي المعارضة في سوريا وأوصلت إمدادات إلى المنطقة المحاصرة يوم الجمعة رغم القصف والغارات الجوية في المنطقة التي تشهد هجوما عنيفا من قوات الحكومة السورية.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هجوم الحكومة السورية المستمر منذ أسبوعين في الغوطة الشرقية أسفر عن مقتل 950 مدنيا حتى الآن.

ويواجه المدنيون في الغوطة الشرقية، المحاصرون في ملاجئ تحت الأرض، معضلة بين المخاطرة بالخروج للحصول على إمدادات أو البقاء في الداخل.

وقال أحد سكان مدينة سقبا ويدعى مؤيد الحافي: “شعر الناس بالأمل بعد تراجع القصف وخرجوا للشوارع. لكن الضربات الجوية بدأت من جديد ولا يزال هناك أشخاص لم نستطع انتشالهم من تحت الأنقاض”.

وقالت دمشق وحليفتها موسكو إن الهجوم ضروري لمنع مسلحي المعارضة من قصف العاصمة وإنهاء حكم المتشددين الإسلاميين للمدنيين في المنطقة التي يسكنها نحو 400 ألف شخص.

لكن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير “زيد بن رعد الحسين” قال في تصريحات انتقدتها الحكومة السورية إن الهجوم: “لا يمكن استمراره لا قانونيا ولا أخلاقيا”.

وقال سكان والمرصد السوري إن قصف الجيش السوري توقف خلال الليل لكن الضربات الجوية والقصف بالقذائف استؤنفا سريعا على مدينة دوما بعد دخول القافلة.

وذكر التلفزيون الرسمي السوري وشاهد لاحقا أن معبر الوافدين، الذي دخلت منه قافلة المساعدات، تعرض لإطلاق قذائف ورصاص من داخل الغوطة.

وقال منسق الأمم المتحدة المقيم في سوريا “علي الزعتري” في بيان: “القصف قرب دوما في الغوطة الشرقية يعرض… القافلة للخطر”.

وأضاف “الزعتري” أن القتال ازداد حدة: “رغم تأكيدات السلامة من جانب أطراف تشمل الاتحاد الروسي”. ودعا مجددا إلى وقف القتال.

وقال روبرت مارديني مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط في بيان “فوجئنا باندلاع القتال… رغم الضمانات”.

* حاويات غذاء

قال أحد سكان دوما في رسالة صوتية، سمع فيها دوي انفجارات، إن أربع طائرات تحلق في الأجواء وإن مناطق سكنية تتعرض لهجوم جوي.

وكان من المفترض تسليم المساعدات الغذائية يوم الاثنين عندما دخلت قافلة سابقة مدينة دوما لكن القتال والقصف أجبراها على المغادرة دون تفريغ الإمدادات بأكملها.

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن القافلة أوصلت 2400 حاوية أغذية يمكن أن تكفي 12 ألف شخص لمدة شهر إضافة إلى 3248 كيسا من طحين القمح.

وبالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد، ستمثل السيطرة على الغوطة الشرقية انتصارا كبيرا بينما يستفيد من التقدم العسكري الذي تحقق بتدخل روسيا في الحرب عام 2015 مما ساعده على استعادة السيطرة على مساحات واسعة في البلاد.

وخلال أقل من أسبوعين استعاد الجيش السوري السيطرة على جميع مزارع الغوطة تقريبا تحت غطاء من ضربات جوية وقصف مستمر، وباتت المعارضة لا تسيطر الآن سوى على مجموعة بلدات كثيفة السكان تشكل نحو نصف الجيب.

وقالت جماعة جيش الإسلام يوم الجمعة إنها وافقت على إجلاء مقاتلي جبهة النصرة المحتجزين لديها في الغوطة الشرقية إلى محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

وقالت جماعة جيش الإسلام، إحدى الفصائل الرئيسية في المنطقة، في بيان على تويتر يوم الجمعة إن قرارها جاء بالتشاور مع الأمم المتحدة وعدد من الأطراف الدولية وممثلي المجتمع المدني من الغوطة الشرقية.

وأضاف البيان الصادر عن قيادة الجماعة ”بعد لقائنا اليوم مع الوفد الذي دخل إلى الغوطة برفقة القافلة الإغاثية فقد تم الاتفاق على إجلاء الدفعة الأولى من عناصرهم الموجودين في سجون جيش الإسلام والذين تم اعتقالهم خلال العملية الأمنية التي أطلقها جيش الإسلام في 28 أبريل 2017″.

ونفى جيش الإسلام وفيلق الرحمن، وهو جماعة رئيسية أخرى في المنطقة، مرارا أنهما يتفاوضان مع دمشق أو حليفتها روسيا بشأن عملية إجلائهم هم أنفسهم.

وفي مناطق أخرى مثل حلب، استسلم مقاتلو المعارضة في نهاية المطاف مقابل الحصول على ممر آمن للوصول إلى مناطق أخرى خاضعة لسيطرة المعارضة مع أقاربهم ومدنيين لا يريدون العودة لحكم الأسد.

وقال بيان جيش الإسلام إن مقاتلي جبهة النصرة سيتم إرسالهم إلى منطقة خاضعة للمعارضة في شمال غرب سوريا.

وعرض التلفزيون السوري بعد ذلك لقطات قال إنها لثلاثة عشر مقاتلا وأسرهم شرعوا في مغادرة المنطقة الواقعة على مشارف دمشق.

وقال المرصد إن ضربات جوية بدأت مجددا بعد عملية الإجلاء مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص وإصابة نحو 28 آخرين.

* وجبة واحدة في أيام

ناشدت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة الحكومة السورية وحليفتها روسيا وقف الهجوم والسماح بدخول المساعدات.

وقال أحد سكان دوما ويدعى بلال أبو صلاح إن نقص المواد الأساسية ما زال حادا ويسبب صعوبات شديدة، وإن “أسرا كاملة لا تأكل إلا وجبة واحدة على مدى أيام”.

وفتحت الحكومة السورية ما أطلقت عليها “ممرات آمنة” للخروج من الجيب، لكن لم ترد تقارير عن مغادرة كثيرين.

وتتهم دمشق وموسكو مسلحي المعارضة بإطلاق النار على المدنيين لمنعهم من الفرار من القتال نحو مناطق تسيطر عليها الحكومة.

وقال شاهد من رويترز إن نيران أسلحة خفيفة وقذائف مورتر أطلقت من مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة صوب معبر الوافدين يوم الجمعة.

وينفي مقاتلو المعارضة منع أي فرد من المغادرة ويقولون إن السكان لم يعبروا إلى الأراضي التابعة للحكومة خشية الاضطهاد.

لكن الهلع بسبب القصف والظروف المعيشية المتدهورة غير المحتملة قد يدفعا الناس للفرار رغم القتال.

وقال أحد سكان دوما ويدعى “أبو أحمد الغوطاني” وهو أب لطفلين، “إنهم يضغطون على المدنيين ليدفعوهم للخروج (من الغوطة الشرقية)… لا أريد المغادرة، لكن لا أريد أن يلحق أذى بعائلتي”.

وأوردت وسائل إعلام حكومية تقارير عن رفع أشخاص في الغوطة الشرقية للعلم السوري الرسمي وتنظيمهم احتجاجات صغيرة مؤيدة للأسد. وذكر المرصد حدوث احتجاجات في قرية واحدة تطالب بوقف القصف ومغادرة مقاتلي المعارضة.

وقال مسؤول في الأمم المتحدة يوم الخميس إن عشرات الآلاف من الأشخاص فروا إلى عمق الجيب هربا من المعارك وقال سكان في دوما إن الملاجئ اكتظت بالوافدين الجدد إليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى