اخبارالرئيسيةفضاءات

فيروز الليبية تفوز بمنصب كبيرة المحاسبين في دول الاتحاد الأوروبي ببنك (HSBC)

هذه هي ليبيا يا سادة!!

يوم أمس وتحديدا عند الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت غرينتش استلمت هذه الشـابة الليبيـة البالغة من العمر 32 عاماً مهام عملها في المنصب الجديد بعد ان تمّ تعيينها من قبل البنك الدولي العملاق (اتش.إس.بي.سي) في منصب :

كبير المحاسبين في دول الاتحاد الاوروبي ‏ Chief Accounting Officer, Continental Europe

واضعاً تحت قيادتها فريق عمل مكون من أكثر من 45 من كبار محاسبي المصرف الدوليين من مختلف الجنسيات.. من اليوم سيحمل هذا المنصب القيادي الرفيع والحسّاس اسم :

(فيروز أحمد عبد الهادي)

لتتبوأ هذه الشابة الليبية، في هذا المصرف العريق الذي تنتشر فروعه في 64 دولة حول العالم، مكانة مرموقة لم يصل إليها أحد من أي بلد عربي طوال تاريخ المصرف الذي يعود تأسيسه إلى العام 1865 م ومقره الرئيس في العاصمة البريطانية لندن،،

* كتبت/ فريدة الحجاجي،

عندما اتصلت بي مساء ذلك اليوم من مدة شهر ونيف وهي البعيدة عني آلاف الأميال لتقول لي إن إدارة البنك قد طلبت منها أن تنضم لقائمة المرشحين لتولي هذه المسؤولية الضخمة.. انتابتني مشاعر وأحاسيس متضاربة.. فمن ناحية شعرت بزهو وغبطة كبيرين، ومن ناحية أخرى طغت عليّ غريزة الأمومة التي تخشى على صغيرتها الطموحة والمثابرة والمكافحة صعوبة ومشقة السباق والضغوط الهائلة، والمنافسة الشرسة التي عليها أن تواجهها للوصول إلى هذا المنصب المهم في عالم البنوك والمصارف القاسي والوعر !

شعرت بالقلق ولم يغمض لي جفن تلك الليلة، وعادت بي الذاكرة إلى مرحلة طفولتها التي ظهر فيها نبوغها ونضوجها العقلي مبكراً .. الأمر الذي ساعدها في القفز على بعض السنوات الدراسية لتكون أصغر الطلاب سنّاً عند التحاقها بالجامعة في مدينة تورنتو الكندية.. وتذكرتُ عندما عرض عليها نفس البنك وهو من أكبر المصارف عالمياً العمل فيه وهي لاتزال طالبة في السنة الثالثة الجامعية، ثم التحاقها به بعد التخرج مباشرة ولم يمض وقت طويل حتى أسندت إليها وظيفة مدير مصرف دولي International Manager، وقبل أن تكمل عامها الثلاثين من العمر كانت قد تقلدت هذه المكانة الرفيعة في خمس دول حول العالم: من العاصمة الإنجليزية لندن إلى دبي في الإمارات إلى تشنّاي الهندية إلى ميامي الأمريكية إلى جنيف السويسرية ..

وكل ذلك لم يثنها عن مواصلة أعمالها الإنسانية التطوعية، ليس فقط في البلدان التي أقامت فيها وإنما حتى في أماكن أخرى، كتطوعها للعمل في ملجأ لأيتام حرب الإبادة في رواندا، ومدرسة للأطفال المعوقين في الهند.. حاملة معها في كل مكان قيم ومبادئ وطنها الأصلية والأصيلة التي تربّت عليها، والتي اتخذتها نبراساً يضيء طريقها ويحدد معالم علاقتها بالعالم ..

اليوم بعد أن فازت بالمنافسة وربحت السباق، وفي كلمته التي ألقاها للترحيب بها في المنصب الجديد وصفها الرئيس الأعلى للبنك بأنها من “الاصول القيّمة” التي كسبتها هذه المؤسسة المصرفية العملاقة عندما التحقت للعمل بها،،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*كاتبة المقال السيدة فريدة الحجاجي هي والدة (فيروز أحمد عبدالهادي) بطلة القصة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى