الرئيسيةالرايثقافة

رأي- وهيب الموهوب

*كتب/ زلي عصمان،

أسعدني حظي أن تابعت سلسلة تخاريف الدرامية في رمضان 2021 على قناة ليبيا الأحرار الذي أخرجه المبدع الحاذق مؤيد زابطية، وحالفني حظي أيضا أن شاهدت ممثلا بدرجة فنان وهو الشاب وهيب خالد الذي أثار إعجابي أكثر في حلقتي “عزوز القايلة” و”الجريح الأعمى”، حيث منح للشخصيتين تضاريس داخلية وخارجية، وعرف أن فعل الصمت من عناصر الإجادة حين يأتي في موضعه، وقد تمتّع بطاقة أداء عالية ومدهشة أجاد المخرج في توظيفها الأمثل بما يلائم الإمكانات التي يختزنها وهيب.

في “الجريح الأعمى” و”عزوز القايلة” كان وهيب مهيبا وموهوبا وألقاً وواعٍ بما يقدمه، ويقيني أن حلقة الجريح الأعمى هي الأفضل في الدراما التلفزيونية الليبية على مر التاريخ، نصا وتمثيلا وإخراجا، وكان اختيار المخرج للفنان المتألق فتحي كحلول والفنان واصف الخويلدي ووهيب خالد اختيارا صائبا، ذلك هو الفن حين يصبح هَماً نبيلا ترتفع فيه الذائقة وتسمو فيه الأفكار.. ويقيني أن مشهدا رائعا يقدمه ممثل حقيقي بإتقان -كما فعل وهيب- أهم من بطولة مطلقة لا تترك أثرا أو تأثيرًا، فرصيد الفنان ليس بعدد الأعمال ولا بمساحة الأدوار، وإنما رصيده الحقيقي إجادته تمثيل الشخصيات.

وهيب خالد ومؤيد زابطية أدركا قيمة الموهبة، ومكامن التعامل مع تكنيك الممثل.. حيث تفَوّق وهيب بقدراته على من يزعمون أنهم نجوم -وما أكثر هؤلاء- الذين يغرقون الفيس بوك وبفرح ساذج ومصطنع بطوفان من صور التفاهة.

رُبع إمكانات وهيب في التمثيل تمنح آخرين نجومية كاملة في مكان آخر، ونصف فرصة احتاجها وهيب لإثبات ما لديه من موهبة، واقتنص المحسوب على التمثيل كل الفرص دون تقديم شيء حقيقي.

وبعيدا عن استطلاعات الرأي الزائفة وبطولات الفيس الوهمية التي تبعث على القرف.. فإن تخاريف تم تصويره داخل ليبيا وبممثلين واطقم فنية ليبية رائعة، كانت أفضل من المجترّ المستورد .

مؤيد (الذي لا أعرفه) ضبط إيقاع الممثلين حسب منطق الشخصية.

و.. وهيب (الذي لا أعرفه) يستطيع التحليق والذهاب بعيدا .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى