الرئيسيةالراي

رأي- هل أخطأ الرئيس؟

* كتب/ هشام الشلوي،

يُظن أن الرئيس فلاديمير بوتين أخطأ التقدير في غزو أوكرانيا، ويأتي هذا الظن من الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، وسواء أكان غزو روسيا لأوكرانيا لمنعه من التحول إلى نموذج ديمقراطي غربي على حدود الدب الروسي يغري المعارضة بالضغط على الكرملين للحصول على مزيد من الحريات السياسية، أو لأن روسيا تسعى إلى إبعاد حلف الناتو عن حدودها وحزامها الاستراتيجي، سواء أكان هذا أو ذاك السبب، إلا أن ما يلفت الانتباه ويطرح بالتالي أسئلة جوهرية، هو آلية اتخاذ القرارات الحيوية والاستراتيجية داخل روسيا.

إن حجم ردة الفعل الأمريكي الأوروبي على قرار بوتين بغذو أوكرانيا يجعلني شخصيا -وقد أكون مخطئا- أظن أن بوتين يدير بلده على الطريقة العربية المتوارثة من أجيال عدة، بتسلط واستبداد لا يسمحان لأصوات أخرى أن يكون لها رأي في مثل هذه اللحظات الفارقة والفاصلة، فالرئيس هو الحزب وهو الدولة وهو صانع القرار ومتخذه دون تحمل عواقب أو ردات فعل المعارضة التي هي بالأساس ليست جزءا من السلطة ودواليبها.

ولست في صدد الاستشهاد بتصبب عرق رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي، سيرغي ناريشكين أمام عدسات الكاميرات عندما سأله بوتين عما إذا كان مؤيدا لقرار الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك. لكن ما يجب الاستشهاد به هنا هو حجم العقوبات وتأثيرها القريب والبعيد على روسيا وخيارات الكرملين وبوتين لتعويضها.

وخلاصة الأمر ومفاده أن اتخاذ قرار كغزو أوكرانيا على حدود أوروبا دون حساب حجم الكلفة بالنسبة لروسيا والعالم، يؤشر على طريقة إدارة بوتين لبلده وضعف الجهاز السياسي الذي يأتمر فقط بأوامر بوتين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى