الرئيسيةالراي

رأي- بداية سيئة للمنتخب القطري في موندياله!

* رأي/ أسامة وريث،

رغم كل ما قيل في حسابات شخصية، أو حتى صفحات ليبية رسمية ووهمية؛ عن مونديال فيفا قطر 2022 في إطار المقارنة ما بين ليبيا والخليج، النفط والغاز والصحراء والرمل والغبار، والعقلية القبلية والنزعة البدوية، والتحول من البداوة إلى الحضارة، والعكس بالعكس.

إلا أن الجميع تقريبا تغافل عن أن النهضة القياسية والمستدامة –أي دائمة ما دامت البشرية والأرض– لملاعب كبرى، منتجعات، كورنيش ضخم، حدائق، متنزهات، بحيرات، شلالات، أنهار، ألعاب أرضية وألعاب مائية، شوارع مكيفة، أسواق، أبراج، مولات، هوتيلات، ومختلف المرافق الخدمية التي توازي النهضة التي عليها الدول المتقدمة في العالم.

جميع هذه التحولات لبلد بدوي صحراوي مقفر جاف، قد صنعتها القيادة الرشيدة في دولة قطر في غضون فقط بضع سنوات!، وليس قرون، تحديدا من 2014 حتى 2021

أما التكاليف، فبلغت 220 مليار دولار.

الـ220 مليار هي عندنا تقريبا ميزانية حكومتين في 2022! ميزانية حكومة الدبيبة تقريبا 90 مليار، وهي ميزانية انتقدها مجلس نواب عقيلة، ثم عادوا فتقدموا بمشروع ميزانية 96 مليار دولار لحكومة باشاغا.

السؤال: كم استهلكت حكومات هذا البلد المصاب بلعنة تاريخية، من مليارات وبلايين العملات؟ منذ 77 وحتى 2022 أي منذ توقف آخر المشاريع التنموية التقدمية؛ وبالتالي التوجه نحو شعارات الرجعية والورائية والهدمية، وحتى الوقت الراهن!

وكم أضعنا من وقت وعمر وأجيال ومال وأموال؟ ومتى نرى المدائن الليبية وسكانها، ينتفعون من عوائد البلد الغنية بالنفط والغاز!؟

قطر مثلها مثل بقية دول الخليج، لم تكن بحاجة إلى تنمية لمرافقها وبنيتها الأساسية والتحتية، شعبها بسيط وليس شغوفا بكرة القدم، وفي تقديري كان لها غرض تحدي مناطقي أكثر من غيره.

يمكن أن نلحظ ذلك في الترديد بأن التنظيم هو الأول من نوعه في كامل المنطقة العربية، وأول مونديال ذو تنظيم عربي وهلم جرا

وهذا يبين ومنذ البداية، أن غرض التنظيم هو التفحيج والتهريج على بلدان الجوار العربي.

مع أن الواقع هو أن العالم رياضيا وسياسيا لا يعترف بهذه التقسيمات العرقية ولا حتى اللغوية. فتنظيم قطر للمونديال يصنف على أنه الأول في الشرق الأوسط Middle East وحتى عندما تعطي الجهات الأوربية حق نقل مباريات Calcio الإيطالي أو La-Liga الإسباني أو Premier League الإنجليزي؛ فإنها قد منحتها منذ نهاية 1990s وعلى التوالي لشبكة ART ثم أبو ظبي الرياضية في سنة 2000 وكانت قناتها تفتح عبر الديجتال، لا الستالايت، ثم الجزيرة الرياضية منذ 2003، ثم الآن Bein sport و Abu Dhabi•STARZPLAY وجميعها تحت مسمى حق تغطية النقل المباشر لمنطقة Middle East & North Africa

وإذا ما كان تنظيم المونديال في قطر هو الأول جغرافيا في منطقته، فتحت هذا التوزيع الجغرافي، سنجد أن عشرات المناطق الجغرافية لم تكسب شرف تنظيم المونديال، قارة آسيا بكاملها ورغم كل اتساعها لم يشهد سوى أقصى شرقها، شرف التنظيم في كوريا الجنوبية واليابان 2002 وبالنسخة 17. أي أنه منذ أول بطولة في 1930 والتي نظمتها وربحتها الأوروغواي، كان التنظيم تداولا ما بين دول أمريكا الجنوبية وأوروبا. أول بطولة خارج هاتين القارتين كانت في المكسيك في 70 و 86 ثم الولايات المتحدة في 94. تأخر دور آسيا كثيرا حتى النسخة 17 في 2002.. أما قارة أفريقيا فلم تحظ بشرف التنظيم إلا في 2010 .

عليه، التنظيم هو الأول في الشرق الأوسط، ولا تزال هناك عشرات النواحِ الجغرافية مما هي خارج السباق، مثلا وسط آسيا وغربها، وشمال أفريقيا، ووسطها، وشرقها وغربها، بعد أن استضاف جنوبها المونديال في جنوب أفريقيا 2010 ولا تزال أستراليا أيضا مع توابعها نيوزيلاند وتسمانيا وجزر سليمان، خارج المحفل التنظيمي.

في نهاية المطاف حظ موفق لمنتخبات الثقافة العربية الإسلامية، منتخبات شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى