الرئيسيةالراي

رأي- الوصاية الانتقائية

* كتب/ هشام الشلوي،

يحاول جزء من تيار الإسلام السياسي الظهور بمظهر الوصي على الدول القطرية، والتدخل في تحديد سياساتها الخارجية. لكن بانتقائية أحيانا.

منذ أيام سلخ بعض تابعي الإسلام السياسي بألسنة حداد رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني، وتهكموا على عناوين مؤلفات العثماني في مقاصد الشريعة الإسلامية، بسبب ظهور العثماني في مراسم تطبيع علاقات المغرب وإسرائيل برعاية أمريكية.

إلا أن هذه الألسن اختفت فجأة عندما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن رغبة أنقرة في إقامة علاقات وصفها بالودية مع تل أبيب، وأن الاتصالات على المستوى استخبارات البلدين بدأت.

 

في الوقت الذي يحاول فيه بعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين “الليبية” على شاشات التلفزة نفي علاقة الجماعة بالتنظيم العالمي للجماعة، يؤكد سلوكهم السياسي البدائي هذا الارتباط من شن حملة منظمة على العثماني.

ومن المعروف أنه ليس هناك تنسيق فيما بين الأحزاب الإسلامية فيما يتعلق بسياسات كل حزب داخل دولته. أي أن مجمل الأمر متروك لتلك الأحزاب لتقرر وتقدر كيفية التعامل محليا ودوليا مع قضاياها المختلفة.

طبعا لم يطالب هذا التيار بمقاطعة المنتجات التركية، ولا نعلم إن كانوا سيمزقون جوازات سفرهم التركية، أو هل سيتخلون عن مستوى الرفاهية التي يحيونها في كل المدن العثمانية، في حالة رفعت تركيا مستوى العلاقات والتمثيل الدبلوماسي بينها وبين إسرائيل.

التهجم على العثماني والصمت عن أردوغان، يمثل حالة سياسية انتقائية، فالأول أي العثماني ليس مهما في دولاب ملابس التيار الإسلامي، بينما السطوة العاطفية والجميل التركي يحولان دون التفكير بصوت عال.

المسألة في رمتها لا تعدو أن لكل بلد مصالحه الخاصة والضيقة التي على أساسها يقدر علاقاته الخارجية، والتي لن تكون رهينة لتنظيمات مهما كانت عالميتها أو محليتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى