الرئيسيةعيون

المظاهــرات الطلابيـــة 13 – 14 يناير 1964 – الدواعــي والنتائــــج

المظاهــرات الطلابيـــة 13 – 14 يناير 1964 – الدواعــي والنتائــــج

 

*كتب/ أسامة وريث

 

(في مثل هذين اليومين 13 – 14 يناير) تندلع مظاهرات طلابية عنيفة وقودها الطلاب، ونارها المعلمون المغتربون المصريون، ممن كان لهم دور في غسل عقول الطلبة قوميا وايديولوجيا.

(أسبـاب التظـاهر هو الاحتجاج ضد بقاء الملك في طبرق) وعدم سفره لمصر لحضور القمة العربية الثانية بمصر 1964 والذي تولى الأمر بدلا منه ولي عهده الحسن الرضا السنوسي، ورئيس الوزراء الدكتور محيى الدين فكيني

(لم يذهب الملك لحضور القمة العربية بسبب عدم ارتياحه) لأيديولوجية عبدالناصر القومية العسكرية والمعادية للمدنيات والملكيات والإثنيات والثقافات. وهو غياب أدى إلى نشوب مظاهرات طلابية تحت تحريض الأساتذة المصريين، وردها بالقمع والرصاص في بنغازي من طرف قوة دفاع برقة.

(انتشـرت الحــوادث في مدينة بنغــازي انتشار النار في الهشيم) غير أن قوة دفاع برقة كانت قد أطلقت النار ضد المحتجين بدافع عدم وجود ترخيص أمني يسمح لهم بالتظاهر ضد القرار الملكي.. تعطيك الحادثة انطباع جيد وحقيقي عن هامش المساحة للحرية والتعبير التي كانت متاحة امام الليبيين بالتعبير والرفض حتى ضد قرارات الملك شخصيا! فما بالكم بقرارات الحكومة، وهو ما صار حلما مستحيلا امام الليبيين في العهد القمعي/البوليسي السابق.

(من جانب أخر شهدت الفترة ذاتها) وبالتوازي قيام مظاهرات مماثلة بمدينة طرابلس والزاوية وبقية المدن الليبية، وحقيقة قمع المتظاهرين بقوة السلاح من طرف قوة دفاع برقه بقيادة الفريق محمود بوقويطين.. كانت تحت تصريح بوليسي لا علاقة للملك به.

غير أن (المـلك إدريــس رحمه الله كان في الواقع واعيــاً) بحقيقة شرور النظام القومي، ولهذا كان رافضا للفكر القومي واجتماعاته التي تعقد بمصر، وكان عبدالناصر -أساسا- دائم العداء للملك ولجميع النظم الملكية في الأقطار العربية والمغاربية، وكان راديو صوت العرب من القاهرة بقيادة المذيع “الطرطور” أحمد سعيد، يخترق الأجواء الليبية بكل سهولة؛ فكان بدوره أكبر وسيلة لغسل عقول الليبيين بأوهام القومية والوحدة العربية والقواعد ومحاربة إسرائيل بالثرثرة والكلام، مع نشر الفتن والسموم ضد استقرار النظام في ليبيا

(وكان له الدور الفاعل في غسل عقول آلاف من الليبيين) طلاب ومعلمين وموظفين وحرفيين الخ حتى كانت النتيجة تحت دوافع القومية المزيفة ترحيبهم بحكم عسكري انقلب على الدولة وألغى الدستور وصادر الحريات وسلب الملكيات الخاصة والعامة وفتح أبواب المشانق والسجون والجهل والتلفيق والايديولوجية والإقصاء والتخلف والنكبة والتراجع والنكسات والهزائم أمام جميع المخدوعين ممن لازالوا يحصدون النتائج حتى هذا المساء.

الصــــــــــــــــــور:-

– طرابلس نهاية شارع النصر عند شارع ميزران وشارع الزاوية.. مظاهرة الطلبة عام 64.. لاحظوا تقارب الشرطة مع الناس..

– ضحايا مظاهرات الشغب غير المرخّصة، ازاء عدم سفر الملك للقمة العربية، علي البيجو، صالح النقاز ومفتاح بن حريز، طلاب من بنغازي سقطوا بنيران قوة دفاع برقه بقيادة الفريق محمود بوقويطين– من جريدة العمل 20 يناير 1964

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى