وال-
تسير بخطى تبدو ثابتة بردائها الأزرق مع فرقة من حوالي 20 من النساء الليبيات قدمن من مدن قريبة وبعيدة من درنة، لتكفين أخواتهن اللائي ينتشلهن رجال الإنقاذ من تحت ركام المباني المدمرة أو من البحر، بعد أن انتزعهن إعصار درنة المدمر الذي خلف آلاف الضحايا بين قتيل ومفقود.
تقدم موفد لوكالة الأنباء الليبية إلى درنة لسؤالها، غير أنها رفضت الحديث معه وبعد إلحاح اشترطت عدم الكشف عن هويتها لتقول “أنا هنا في درنة الشهيدة متطوعة لا أريد جزاء ولا شكورا”.
وأضافت تلك السيدة الخمسينية قائلة “الفاجعة كبيرة كما ترون وأعداد الضحايا اللائي يتم انتشالهن ترتفع كل يوم”، لكنها لم تتماسك لكي تواصل الحديث مع (وال) لتجهش بالبكاء وتنصرف مسرعة للحاق برفيقاتها عند وصول جثمان جديد إلى المكان.
ورصد موفد وكالة الأنباء الليبية أن هؤلاء المتطوعات يغادرن مكان إقامتهن في مبنى بسيط في ضواحي المدينة -نجا إلى حد ما من السيول- ما بين الثامنة والتاسعة صباحا ولا يعدن إليه إلا قبل غياب الشمس بقليل.
يذكر أن هذا العمل التطوعي لتكفين ضحايا الكوارث من النساء، تشارك فيه المرأة الليبية لأول مرة وهو عمل قليلات جدا من يستطعن القيام به في ظروف الوفاة العادية فما بالك عند الكوارث وخاصة بعد تحلل الجثث.