الرئيسيةالراي

صراع الرمال الدامي… !!!

* كتب/ عطية صالح الأوجلي،

 

تطورات الصحراء الغربية في الأيام الماضية، تنذر إذا ما استمرت في التصاعد بين المغرب وجبهة البوليساريو بتحولها إلى صراع إقليمي يستنزف أرواح وطاقات وموارد كل من الجزائر والمغرب والبوليساريو، ويستدعي (كالعادة) تدخلات أجنبية تود كل منها استثمار الصراع لصالحها.

 

تمتد الصحراء الغربية على مساحة 266 ألف كيلومتر مربع على ساحل المحيط الأطلسي بين المغرب وموريتانيا والجزائر.

وهي منطقة قليلة الكثافة السكانية (يبلغ تعداد سكانها 567 ألف نسمة وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة) وتنعم بمناطق صيد غنية وتتوفر على ثروات طبيعية كالفوسفات. طالب المغرب بالسيادة على المنطقة عندما كانت تحت الحكم الاستعماري الإسباني، وفي الوقت نفسه، شكل الصحراويون الذين يعيشون هناك جبهة البوليساريو للضغط من أجل الاستقلال. وكانت محكمة العدل الدولية في لاهاي قد أقرت في عام 1975 وجود روابط بين الصحراء الغربية وكل من المغرب وموريتانيا، لكنها اعتبرت هذه الروابط غير وثيقة ولا تصل إلى السيادة.

بدأ الصراع عام 1975 عندما قررت اسبانيا التي كانت تحتل الصحراء في تصفية وجودها الاستعماري تماشيا مع الضغوط الدولية ومع رغبات السكان، وتماشيا مع سياسات اسبانيا الجديدة.. وكان السؤال.. هو لمن تسلمها اسبانيا..؟…

للمغرب الذي يطالب بها؟.. أم لموريتانيا؟.. أو لجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر؟..

وبعد مفاوضات ومناورات سياسية قررت تسليمها إلى كل من المغرب وموريتانيا، وفي تجاهل تام لمطالب البوليساريو والدول الداعمة لها، مما أشعل فتيل حرب دامية تواصلت حتى عام 1991 حين نجحت الأمم المتحدة في التوصل إلى وقف إطلاق نار بقي ساريا حتى الأسابيع الماضية، وكان المغرب قد استطاع أن يسيطر على 80 بالمائة من أراضي الصحراء.

في صراع الرمال الدامي اختلطت الدعاوى التاريخية مع تطلعات جزء كبير من السكان لخلق كيان سياسي خاص بهم.. مع صراعات المغرب والجزائر على السيطرة على هذه الصحراء الغنية بالفوسفات والقليلة السكان.. فأنتجت مأساة دفع الجميع ثمنها، خصوصا سكان الصحراء الذين يقطن الآلاف منهم في مخيمات اللاجئين بالجزائر.. وخلقت علاقات متوترة وحدودا مغلقة بين البلدين المغاربيين، واستنزفت طاقات وثروات بشرية ومادية كان الأولى بها أن توجه نحو الاستثمار المشترك لثروات الإقليم، وبما يعود على السكان وعلى البلدين الجارين بالنفع.

هل ستتطور الأحداث نحو صراع دام جديد، ومكلف لن يتحمله اقتصاد البلدين ولا شعبيهما؟.. أم أن صوت العقل سينتصر ونرى مفاوضات جديدة تسعى للوصول إلى إنهاء أحد أطول الصراعات بالقارة الأفريقية؟… هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.. نأمل بالطبع في انتصار الحكمة.. وتغليب العقل..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى