الرئيسيةالراي

رأي- عطية ربي، بعد عشر سنوات

*كتب/ حسين المرابط،

نؤمن بالتداول السلمي على السلطة، لكن نتطلع لأن ننعم في كنف دولة مدنية لا هي بالعسكرية ولا هي بالدينية. لكن قد يكون النظام العسكري أو النظام الديني هو بوابة للدولة المدنية…

في عام 2012، بعد نجاح عرس الانتخابات في ليبيا، لم نلتق بأحد إلا وهنأنا بذاك الفوز العظيم. في مناسبة رسمية التقيت بثلة من البرلمانيين الفرنسيين، هنؤوني بذلك النجاح الباهر الذي لم يكن متوقعا -من وجهة نظرهم- من مجتمع كان بالأمس القريب يرزح تحت وطأة سياط الدكتاتورية، وقالوا لي بالحرف الواحد: (أنتم شعب عظيم، أبهرتم العالم بنجاحاتكم….)

أجبتهم باستغراب: هل أنتم مع حكم التيارات الدينية في ليبيا؟ أجابوني: نعم، نحن مع ذلك وبكل قوة؛ أنتم شعب لازال يعيش هوسا دينيا، ولابد أن يأتي يوم تقتنعون فيه بأن الدين شيء، والدولة المدنية دولة المؤسسات شيء آخر، وهذا لن يتأتى إلا بالتجربة؛ ففوز الإسلاميين بالكراسي، سيثبت لكم مع الزمن، أن الأحزاب الإسلامية ليس لديها مشروع، ولا علاقة لها بالدولة المدنية..

امتعضت من ذلك كثيرا، وقلت لهم: لكي نقتنع بفشل التيارات الإسلامية علينا أن نخضع للتجربة مدة أربع سنوات؟ قالوا لي: عطاكم ربي لو أنكم اقتنعتم بعشر سنوات، عشرين عاما (ويالله يفلقن فيكم)…. وبعدين عليش مستعجلين، مش كنتم راقدين في العسل مدة 42 سنة ولا حس ولا مس، شن هي المشكلة لو خليتوها 52 عام، ولا حتى 62؟

الحصيلو، بارك الله في حزب العدالة والبناء، وشكر الله سعيكم. خطوتكم إلى الخلف رائعة، ونطالبكم بأخذ خطوة إلى الأمام أيضا، لكن باتجاه المساجد والمراكز الدينية، وحتى وزارة الأوقاف تحتاج إلى إبداعاتكم. اما السياسية فهي من أمور الدنيا وليست من أمور الدين، فهي من تلك الأمور التي قال عنها رسولنا الكريم: ( أنتم أعلم بأمور دنياكم……).

كما نتمنى من بقية التيارات الدينية أن تحدو حدو إخواننا الإخوان المسلمين، وتترك السياسية لأهلها؟ وبعد خطّرها، عندكم وزارة الأوقاف بحالها، وقالوا من أغنى الوزارات، فعليكم بها، وأرونا فيها عجائب قدرتكم في المنافسة والصراع والمناكفة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى