الرئيسيةالراي

الشيءُ بالشيء يُذكر والبغي مرتعه وخيم

* كتب/ علي حمودة،

الكشف المهول المرعب عن (المرادم) في مدينتنا ترهونة -ولا أقول المقابر؛ لأن للمقابر وضعاً مختلفا- أمرٌ يثير تساؤلات لا حصر لها، أهمها: لأيّ عرق وفكر ينتمي هؤلاء الذين ارتكبوا هذه الأعمال المشينة؟ وكيف سيقضون بقية أيامهم إن بقي لهم منها شيء؟ وأيّ وصف يليق بنا جميعا إن كان منا إهمال لهذا الملف أو تهاونٌ مع هؤلاء المجرمين؟ امرأة تقتل ثم يدسّونها في التراب وهي تحتض وليدها!!!

هل يملك هؤلاء المجرمون شعرة من رجولة؟ أو ذرّة من مروءة؟ أو صفة من صفات بني آدم؟

ألا لعنة الله عليهم وعلى من قاتل معهم وقاتلوا معه، ومن أفتى ودعا وطبّل ورقص لهم.

إنها مدرسة القذافي ووحشية صعاليكه، قاعدتها: الحقد والانتقام، وثمرتها خراب الوطن، وشرخ نفسي واجتماعيّ يعسر جسره، وتلك أهم أسباب نهايته ونهايتهم التعيسة البئيسة، وشتاتهم وتردّيهم المستمرّ إلى قاعٍ لا قرار له حسّاً ومعنىً، فاللعنات تصيب المقاتل، وتلحق الفروع وفروعها، ووقعها أليم شديد.

أخبرني -منذ عامين- صديق وإعلامي: أنّ أحد أفراد مليشيات (معمر) الذين قُبض عليهم في 2011 ذكر له: أنه كان في ميناء طرابلس، فجاءت سيارة عليها حاوية أنزلتها رافعة (فوركة) ووضعت تحت الحراسة، حتى جاء أحد أولاد القذافي (معتصم أو خميس) أحدهما، فتوجّه (الولد) إلى الحاوية وفُتح له بابها، ليوجّه لمن فيها من السباب والشتائم ما قارب شفاء غليله وحقده ثم انصرف، وأغلق الباب، وجيء بأسطوانتي غاز، أدخلت خراطيمهما في ثقبين جرى ثقبهما في تلك الحاوية، وفتح الغاز حتى أفرغتا ما فيهما، ثم جاءت الرافعة وانتشلت الحاوية المنكوبة، واستدارت لتضعها على سطح عبّارة (لانشة) بحرية انطلقت بها إلى عرض البحر ثم عادت من دونها! سأله: ومن كان في هذه الحاوية؟ قال : إنهم أفراد من إحدى الكتائب رفضوا الذهاب للقتال!

وأما قصة معسكر اليرموك وحرق من فيه من السجناء فهي موثّقة صوتا وصورة، ومقتل عبد السلام اخشيبة موثّق صوتا وصورة، وليسا في حاجة لأيّ تعليق. اللهم إنا نبرأ إليك ونستنصرك.

____________________________________

** وزير الأوقاف الأسبق في ليبيا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى