وال-
انتقل إلى جوار ربه الجمعة (24 نوفمبر 2023م) بطرابلس خبير الطيران المدني والنقل الجوي الليبي الدكتور “أمين بشير دعباج المرغني” لتفقد ليبيا رجلا من رجالاتها الأفذاذ سخر حياته لخدمة وطنه وشركة طيران بلده دون كلل أو ملل طيلة فترة عمله التي امتدت من العام 1960 وحتى آخر عهده كعضو باللجنة الاستشارية الدائمة للطيران المدني والنقل الجوي في أوائل العام 2023 .
الدكتور “أمين بشير دعباج المرغني” من مواليد 1941م حاصل على دكتوراه في الجغرافيا من جامعة لندن عام 1988م كان أول عهده بصناعة النقل الجوي عندما التحق بشركة الخطوط الجوية البريطانية عبر البحار في العام 1960 واستمر بها الى عام 1963 حيث انتقل للعمل بشركة الخطوط الملكية الهولندية إلى شهر أغسطس من العام 1964 باشر بعدها العمل في مؤسسة الخطوط الجوية للمملكة الليبية التي أنشئت بموجب المرسوم الملكي رقم 22 لسنة 1964 وجاء انتقاله للمؤسسة الوليدة في إطار سياسة الاقتصادي الفذ هاشم العبار للاستفادة من خبرة وكفاءة العناصر الليبية في مجال الطيران المدني .
وساهم الدكتور “أمين” قبل بدء التشغيل الفعلي للرحلات الدولية والداخلية في عام 1965 في عملية اختيار وضم عدد من العناصر الوطنية للمؤسسة في ذلك الوقت، وتولى وظيفة ممثل الخطوط الجوية للمملكة الليبية في إيطاليا عامي 1968-1969 كلف بعدها بوظيفة مساعد المدير العام لمؤسسة الخطوط الجوية العربية الليبية- التي صدر قرار بتغيير اسمها بعد العام 1969 .
عند قيام المؤسسة بشراء أول طائرة من نوع البوينج B727-200 في العام 1970 صمم الدكتور أمين بشير المرغني وكان يشغل في ذلك الوقت وظيفة مدير المبيعات المنتدب بالمؤسسة- شعارا جديدا لمؤسسة الخطوط الجوية العربية الليبية وهو عبارة عن شكل يمثل حيوان الودان في حالة قفز- ويعيش الودان في نواحي جبال نفوسة بيئته الطبيعية – وهو يتخطى عائق (السهم الأوسط)، ويمثل خط الأفق في تسابق مع الزمن الذي يمثله السهم السفلي والشكل في مجمله يمثل حالة حركة ديناميكية عالية، فيما يمثل اللون البني التربة الخصبة في ليبيا ، ووضع الشكل في دائرة يحيط بها مساحات باللون الذهب يمثل صحراء ليبيا ويمثل بشكل عام الجودة والثروة وفي المجمل فان هذا الشعار يمثل خريطة رمزية لليبيا وقد سمح الدكتور “أمين” للمؤسسة الخطوط الليبية باستعمال الشعار في جميع الأغراض التي تتعلق بها مباشرة وذلك بموجب الوثيقة المرفقة والتي تم اعتمادها من رئيس مجلس إدارة المؤسسة في ذلك الوقت المرحوم “عبد الكريم باللو” ووزير المواصلات الدكتور “عمر مصطفي رمضان”، وقد اشرف الدكتور “أمين” بنفسه على جميع العمليات المتعلقة بطلاء الطائرة بالشعار الجديد والتصميم الداخلي والخارجي بألوانه المعتمدة في مصانع الشركة بمدينة سياتل الأمريكية .
ولم يتقاض الدكتور أمين المرغني أي مقابل مالي او مكافاة من المؤسسة ولا من شركة الخطوط الجوية الليبية حتى بعد إجراء بعض التعديلات البسيطة على شعارها في العام 2006 تمثلت في حذف كلمة العربية من الاسم الذي أصبح الخطوط الجوية الليبية .
– مصمم شعار شركة الخليج العربي للنفط
استمر عمل الدكتور أمين بمؤسسة الخطوط الجوية العربية الليبية كمدير للإدارة التجارية إلى شهر أبريل من العام 1973 حيث شهد هذا الشهر انطلاق ما عرف في ذلك الوقت باللجان الشعبية التي تولت إدارة العديد من الشركات والمؤسسات العامة وأبعدت خلالها العديد من العناصر ذات الخبرات الإدارية والفنية عن أعمالها .
وترأس مجلس الإدارة للخطوط الجوية العربية الليبية من العام 1976 حتى 1977م ساهم في تأسيس شركة البحر المتوسط للطيران المحدودة في مالطا عام 1978، وكان أحد المؤسسين الأوائل لشركة الخطوط الجوية الإفريقية عام 2001 م وعمل بالشركة الليبية الأفريقية للطيران القابضة من 2008-2011م ورئيسا لمجلس إدارة شركة الشروق للخدمات الأرضية التابعة للشركة القابضة لفترة من الزمن.
للفقيد العديد من الأوراق البحثية والدراسات في النقل الجوي، بالإضافة لكتاب باللغة الإنجليزية (رحم الله الفقيد وغفر له، وادخله فسيح جناته).
