اخبارالرئيسيةعيون

قيادة حفتر تسلم جثامين خمسة من أنصار البرغثي وسط غموض حول مصيره

العربي الجديد-

سلمت قيادة مليشيات حفتر، جثث خمسة من أسرة ومرافقي وزير الدفاع بحكومة الوفاق الوطني السابقة، المهدي البرغثي، لذويهم، وسط استمرار الغموض حول مصير الأخير حتى الآن.

وشهدت مدينة بنغازي مواجهات مسلحة في السادس من أكتوبر الجاري بين ميليشيات حفتر وأنصار المهدي البرغثي، المنشق عن المليشيا منذ عام 2016، إثر وصول الأخير إلى منزله في منطقة السلماني بالمدينة بعد غياب سبع سنوات.

وأسفرت المواجهات التي تزامنت مع قطع الاتصالات عن كامل المدينة، عن القبض على البرغثي، ومقتل تسعة من أنصاره، وإصابة ثمانية آخرين، وإلقاء القبض عليهم، بحسب تصريحات سابقة لوزير الداخلية بحكومة مجلس النواب، عصام أبو زريبة.

ويتهم معسكر حفتر البرغثي بـ”تورط جهات خارجية في دعم عملية زعزعة الأمن والاستقرار في بنغازي التي حققها الجييش) ميليشيات حفتر، وفق أبو زريبة الذي اتهم حكومة الوحدة الوطنية أيضا بتقديم الدعم للبرغثي.

كما تتهم قيادة حفتر البرغثي بالتورط في مجزرة قاعدة براك الشاطئ، جنوبي البلاد، التي حدثت عام 2017، وراح ضحيتها 145 بين مدني وعسكري.

وأوضح إدريس شويقي، أحد أخوال المهدي البرغثي، أن قيادة مليشيات حفتر سلمت لقبيلة البراغثة، خمسة من جثث ذوي المهدي ومرافقيه، من بينهم نجله إبراهيم، مشيرا إلى أن دفنهم تم على يد مليشيات حفتر بحضور أحد أقرباء المهدي فقط ومن دون وجود أي مراسم للعزاء والدفن.

وذكر شويقي في حديث لـ”العربي الجديد”، أن إبراهيم نجل المهدي ظهر حيا في الفيديو الذي نشره جهاز الأمن الداخلي التابع لحفتر لحظة القبض على المهدي، متسائلا عن الظروف التي مات فيها، وقال، “من المؤكد أنه تصفيته جرت بعد القبض عليه، على الرغم من أن إبراهيم مدني، وليس عسكريا، كما أن من بين القتلى الآخرين مدنيين، وليسوا كلهم عسكريين”.

وعن مصير المهدي، أكد شويقي أن مصيره لا يزال مجهولا حتى الآن، ولم تُبلغ القبيلة بأي تفاصيل تتعلق بوضعه الحالي منذ القبض عليه من قبل مليشيات حفتر.

وفيما بث الإعلام الموالي لحفتر، بعد خمسة أيام من القبض على البرغثي، فيديو سمح جهاز الأمن الداخلي في بنغازي بنشره، يظهر فيه لحظة القبض عليه وهو بصحة جيدة، إلا أن المدعي العسكري التابع لقيادة حفتر، فرج الصوصاع، ظهر في مؤتمر صحافي منتصف أكتوبر الجاري، معلنا تعرض البرغثي لـ”إصابات خطيرة وبليغة” ما أثار قلقا في أوساط قبيلته حوله مصيره.

ونقل شويقي شكوك القبيلة في أن الجثامين الخمسة كانت مدفونة وتم استخراجها ووضعها في ثلاجة الموتى، بعد أن تعرضت قيادة حفتر لضغط محلي ودولي، وأصبحت قضية البرغثي ورفقائه “قضية رأي عام”.

وقال: “الجثث عند دفنها كانت منتفخة ومتحللة، ولهذا السبب لم يُسمح بحضور إلا ممثل واحد من الأقرباء لحضور عملية الدفن التي تمت على يد مليشيا حفتر، حتى لا يطلع أحد على شكل الجثث والآثار التي عليها”.

وأكد شويقي أن قيادة حفتر تشترط على ذوي القتلى التوقيع على محاضر اعتراف بأنهم عناصر إرهاب مقابل تسلم الجثث، والقبول بحضور عملية الدفن فقط من دون المشاركة فيها، وكذلك عدم إقامة مراسم للعزاء.

من جانب آخر، أكدت مصادر أمنية من بنغازي لـ”العربي الجديد”، استمرار غموض مصير المهدي البرغثي حتى الآن، وتضارب الأنباء بشأن حياته وسط تكتم شديد من جانب قيادة حفتر حيال وضعه.

وأشار أحد المصادر إلى استمرار عمليات الاعتقالات والاختطافات في أوساط أقارب البرغثي، مبيناً أن مليشيات 20/20 التابعة لصدام نجل حفتر تتولى عمليات الاعتقال فيما يتولى جهاز الأمن الداخلي التحقيق في صلة أي معتقل بالبرغثي.

وقال: “أغلب المعتقلين يتم الإفراج عنهم بعد أن يجبروا على الإدلاء بشهادة تؤكد علمهم بتحضير المهدي البرغثي لفوضى مسلحة في بنغازي وبراءتهم منه”، مشيرا إلى أن جهاز أمن حفتر أدرج العديد من أسماء أقارب البرغثي المقيمين خارج سيطرة حفتر في قوائم معدة للقبض عليهم.

وفيما تؤكد وثائق متداولة وصول البرغثي وفقا لاتصالات أجراها زعماء قبليون مع قيادة حفتر سمحت له بالرجوع إلى بنغازي، تضاربت تصريحات مسؤولي قيادة حفتر حول طريقة وصوله إلى بنغازي.

وفيما اتهم رئيس حكومة مجلس النواب، أسامة حماد، البرغثي باستغلال التسهيلات الأمنية لمرور قوافل الإغاثة إلى مناطق شرق ليبيا المنكوبة جراء عاصفة “دانيال” للوصول من خلالها إلى بنغازي، ذكر وكيل وزير الداخلية بحكومة مجلس النواب، فرج قعيم، أن “البرغثي تسلل مع أنصاره المسلحين على متن أربعين عربة مسلحة إلى بنغازي من خلال المسارب الصحراوية بهدف تشكيل سرية لزعزعة استقرار بنغازي”.

وبعد مرور أربعة أيام على القبض على البرغثي، طالب رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة النائب العام بفتح تحقيق عاجل في الأحداث المسلحة في بنغازي، فيما أصدرت البعثة الأممية بيانا أعربت فيه عن قلقها على حياة المدنيين في بنغازي في ظل انقطاع الاتصالات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى