* كتب/ عطية الأوجلي،
فكرة الوطن القومي لليهود لم تكن في بداياتها فكرة دينية.. لم يطرحها رجال دين أو حركة دينية متعصبة.. وإنما كانت فكرة أوروبية لحل المسألة اليهودية.. نتجت عن ازدواج ظاهرتين أوروبيتين..
الأولى.. حق الجماعات ذات الأصول المشتركة في أن يكون لها وطن ما.. (الظاهرة القومية)..
والثانية.. حق الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة (الظاهرة الاستعمارية)..
لذا كانت المحاولات الأولى للبحث عن هذا الوطن بعيدا عن فلسطين.. فطرحت أوغندا.. والأرجنتين.. وتم استطلاع برقة بليبيا..
لكن فكرة إنشاء الوطن في فلسطين كانت الخيار الأمثل والنهائي ليس فقط لأسباب تاريخية وعاطفية ودينية.. ولكن لتبني هذه الفكرة من قبل بريطانيا أكبر امبراطورية استعمارية في العالم آنذاك.. والتي أعلنت عن ذلك بشكل رسمي في وعد بلفور (1917).. ثم قامت باحتلال فلسطين والسيطرة عليها والبدء في تنفيذ سياسة ممنهجة لاستقطاب مئات الآلاف من المهاجرين اليهود.. والتضييق على الشعب الفلسطيني بشتى الوسائل.
هذا وقد دأبت الآلة الإعلامية الصهيونية على تصوير فلسطين وكأنها أرض بلا شعب.. لشعب بلا أرض وهو ما ينفيه الواقع.. والتاريخ.
لقد تم رسميا إلغاء وجود الشعب الفلسطيني عقب نكبة 1948 واحتلال ما تبقى من أراضيه عام 1967 …. ليفاجئ هذا الشعب الصغير في عدده الجميع.. بانبعاثه من جديد.. وبولادة جديدة.. كلما حفروا قبرا له.
