الرئيسيةالراي

رأي- القصة باختصار

* كتب/ يوسف أبوراوي،

كل الأفعال أساسها الأفكار، التي تحولت بعد التركيز عليها إلى أحاسيس ومشاعر، ثم ترجمت إلى سلوكيات وأفعال.

لقرون طويلة تعود الغربيون أنهم هم مركز العالم ومرجعيته، بحكم أسباب كثيرة أهمها التفوق المادي والعسكري الذي أطلقه عصر الأنوار.

الغريب أن عصر الأنوار نفسه بدأ كما يقولون بعد تعرف الغربيين على نماذج حضارية مختلفة كالاحتكاك بالحضارة الإسلامية الذي غلب عليه الكره والعسكرة، لكن من المحطات المهمة هو اكتشاف الصين بعد رحلة ماركو بولو، فقد اكتشفوا فجأة أن هناك عوالم مختلفة لا تؤمن بالكنيسة وكل أدبياتها، وتعيش وتزدهر بكل بساطة، وهي فكرة كانت تصور بأنها مستحيلة.

بعد هذه النهضة دخل الغربيون مجددا إلى قوقعية المركزية خاصة بعد استعمارهم لمعظم الأمم القديمة، وظنوا أنهم أصبحوا النموذج الأوحد الذي لا خيار آخر عنه، وقد ترجم ذلك فوكوياما في كتابه (نهاية التاريخ والإنسان الأخير).

سنة الله في نشوء الحضارات وأفولها هي الارتفاع والازدهار ثم الهبوط والزوال، وهم الآن يحاولون بكل الطرق فقط لتأخير منحنى هذا الاندحار الحضاري، وهذا ليس تفكيرا رغبويا، بل ما يقولونه لأنفسهم.

مشكلة المثلية المثارة الآن في المونديال هي فقط رأس الهرم، يريد الغربيون أن يؤكدوا أنهم مازالوا يستطيعون فرض قيمهم وما يريدون على باقي العالم (الأغيار المتخلفون)، تلك هي كل القصة، ومن الجيد أن تتوالى على وجوههم الصفعات ليفهموا أن العالم تغير، ولم يعد مجرد مستعمرة قابلة للنهب.

طبعا هذا لا يعني أننا هزمناهم، ولا أننا سنغزوا بلدانهم، ولا غيرها من الصور الفنتازية في رؤوس البعض، إن الجديرين بذلك هم أمم اتخذت الخطط لبناء نفسها عسكريا واقتصاديا، وحددت هدفها من عشرات السنين، ويلزمها عشرات أخرى لتصل إلى هذا الهدف، وسنظل نحن على هامش التاريخ والفعل في انتظار دورة حضارية قادمة، طبعا إن أردنا ذلك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى