الرئيسيةالراي

رأي- الأستاذ والكرة الفارغة

*كتب/ محمود ابو زنداح asd841984@gmail.com

إذا كانت الكرة مجرد ورقة مكتوباً عليها اللعنة لأحرقتها…

نعم.. ذاك الزمن الجميل الذي به كل شيء على طبيعته بدون رتوش أو زوايا.. تلك الأحلام الرائعة؛ الراسمة للابتسامة، تلك البراءة في أعين طفل عشق الجمال في كل شيء.

لم يكن لديه الكثير من الخيارات، هي مجرد بالونة هواء ألعب بها عندما كنت طفلاً، فكبرت وأصبحت كرة القدم هي اللعبة والفرجة؛ عشق مشاهدة نجوم العالم الكبار حلم يراود كل المشاهدين في العالم أجمع، فقد كانوا مبدعين والجميع يعشق مشاهدتهم.

مازلت أتذكر كلمات ذلك المعلق الذي يعلق ويصفق لإبداعات زين الدين زيدان وصولاً إلى قوله إن الطليان تفاعلوا والألمان صفقوا والإنجليز تفاءلوا، (فرنسا لا تساوي شيئا بدون زيزو)) كنّا أولادا نحب أن نرى أي لاعب عربي أو مسلم في القمة.. كنت صبيا أتحاشى مشاهدة المباريات مع الكبار وخاصة مع الأقارب، هو وقار أكثر منه تخلف.

نعم كل شيء كان جميلا في السنوات الأولى من القرن الماضي؛ العالم كان مضيئا بالمبدعين. لكننا نحن من قتل المتعة، الدولة فعلت كل شيء لأجل إبعاد الجمهور عن أحلامه وحتى مشاهدة فريقه يفوز، نعم أهدينا الغير الفوز والميداليات واعتبرنا الخسارة فوزاً، وقتلنا الحلم في قلوب العاشقين قبل المبدعين واللاعبين.

انقطعت عن مشاهدة القبيح بعد أن ارتويت من الجميل كأس العالم 98 وما بعدها، كان الصراع بين العمالقة. زاد كرهي للأغبياء عندما يستهزئون بالإبداع، يمكن للدكتور المحاضر داخل قاعات الدراسة أن يقصي الطموح بقتل فصلاً كاملاً. من الطلبة المصفقين له وأنا أشاهد سيمفونية من العزف الساخر.

ذاك الأستاذ الجامعي القريب من دوائر السياسة والحكومة، يفتح باب محاضرته بعد أن نزل من سيارته الفخمة المهداة له.. بفاصل من السخرية عن مشاهدة ولعب كرة القدم، هل هناك عاقلً يجري خلف كرة معبأة بالهواء!!

يصرخ بعد أن صرخ سيده الحاكم بأن المتعة تقتل بإهدائها للآخرين. وصل العالم إلى صناعة المتعة بشركات ضخمة تجلب احتياطيات عالية تفوق ميزانيات دول، فكيف لصناعة أن تخسر إذا كانت هي المعشوقة الأولى للجماهير، تتصارع الدول حتى تكسب تنظيم إحدى المسابقات الكبرى، ونحن ننتظر من محاضر يترك مادته الأساسية حتى يهين شيئا كان الأجدر به تركه فقد تكلم عن نفسه قبل شحن الآخرين.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى