اخبارالرئيسيةعيون

أطفال ليبيا يعانون من أزمة نفاد التطعيمات الدورية

العربي الجديد-

يعاني أطفال ليبيا من استمرار النقص الحاد في كميات التطعيمات المتوفرة، والأزمة تتكرر من دون أن تملك السلطات الصحية في البلاد أية حلول، خصوصاً مع حلول العام الدراسي الذي يتطلب حصول طلاب السنوات الأولى على تطعيمات خاصة.
وفي منتصف أغسطس الماضي، أعلن مدير إدارة التطعيمات بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض (حكومي)، عبد الباسط اسميو، نفاد التطعيمات الروتينية للأطفال، وتطعيمات طلبة المدارس من مخازن الإمداد الطبي، مؤكداً أن إدارته خاطبت السلطات قبل ذلك بأشهر لتوفير التطعيمات الروتينية السنوية.
وأوضح اسميو، في بيان آنذاك، أن خطابات إدارته “أخذت دورتها المستندية لدى كل الجهات المعنية في وزارة الصحة والإمداد الطبي وديوان المحاسبة، لكن دون أي استجابة من هذه الجهات، ولا من جانب المصرف المركزي لفتح اعتمادات توريد التطعيمات”، مستنكراً هذه التصرفات، ومطالباً المواطنين بـ”أخذ التطعيمات المتوفرة، وتأجيل غير المتوفرة”.
ويقول الطبيب بأحد مراكز التطعيم في طرابلس، جمال بن يحيى، إن “التطعيمات الخاصة بالمواليد إلى عمر 18 شهراً متوفرة، بينما بقية التطعيمات الأخرى غير متوفرة، وأهمها تطعيمات شلل الأطفال، والتطعيم السداسي، وتطعيم السحائي”.
وأوضح بن يحيى لـ”العربي الجديد”، أن “أزمة التطعيمات تتكرر كل عام من دون أن تضع السلطات حداً لها، وأحياناً يكون النقص في الكميات، فيتسبب في زحام كبير بسبب توفر التطعيمات في مراكز دون غيرها، وأحياناً يكون النقص في النوع، كنقص تطعيمات أطفال المدارس هذا العام”.
ويضيف: “تطعيمات السحائي والسداسي وشلل الأطفال مهمة، وهي تكافح أمراضاً من المعيب أن تظهر في ليبيا بعد أن أصبحت من الماضي عالمياً، والأسباب يمكن معالجتها، وغالبيتها تتعلق بالروتين الإداري والمالي في الدولة، والذي يتسبب في تأخر توريدها، وبالتالي تأخر توفيرها للمواطنين، وتطعيمات الأمراض المتوطنة، كالحصبة مثلاً، لها الأولوية، خصوصاً أن الأطفال مقبلون على عام دراسي جديد، وانتشار الحصبة قد يحول المدارس إلى بؤر لهذا المرض”.

وتلفت أزمة نقص التطعيمات اهتمام المنظمات الأممية والدولية، وفي عام 2020، حذرت منظمة الصحة العالمية ومنظمة “يونيسف” من إمكانية تعرّض 250 ألف طفل دون عمر السنة في ليبيا لـ”مخاطر الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، بسبب النقص الحاد في الإمدادات”، وحذرتا من “زيادة خطر عودة الحصبة، وتفشي شلل الأطفال”، مؤكدة وجود نقص حاد في اللقاح السداسي الذي يحمي من ستة أمراض، هي: الدفتيريا والكزاز والسعال الديكي وشلل الأطفال والمستدمية النزلية التي تعد من أنواع التهاب الكبد الفيروسي، بالإضافة إلى عجز كبير في توريد لقاح شلل الأطفال.
ويؤكد بن يحيى أن هذه المخاوف قائمة حالياً بسبب تكرر الأسباب ذاتها، ويقول: “رصدنا انتشاراً للحصبة والسعال الديكي وغيرها من الأمراض المتوطنة خلال الأعوام الماضية بسبب نقص التطعيمات، وتكرار ظهورها ممكن حالياً، فالتطعيمات مهمة لمكافحة 14 مرضاً، منها أمراض خطيرة كالسرطانات والتهاب الكبد بأنواعه”.
تؤكد أم العز الطوير، من مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس، أنها زارت ثمانية مراكز تطعيم في المناطق المجاورة لمدينتها بحثاً عن التطعيم لابنها الذي سيدخل المدرسة هذا العام لأول مرة، لكنها لم تتمكن من الحصول عليه. وقالت لـ”العربي الجديد”، إنها كانت مضطرة إلى إقناع المدرسة التي سينضم لها ابنها بعدم وجود اللقاح حتى يتم قبوله.

وتابعت: “كيف يستمر هذا التأخر في توريد التطعيمات، ولماذا لا تخاطب وزارة الصحة وزارة التعليم لإتمام قبول الطلاب الجدد في المدارس حتى يتم توفير التطعيم”، معبرة عن استيائها من ترك السلطات المواطن يعاني من تقصيرها، على حد تعبيرها.
ويعبر محمد الرطيبي، من قرية سمنو في الجنوب الليبي، عن استيائه من الفشل الحكومي في توفير التطعيمات، ويقول لـ”العربي الجديد”: “في العام الماضي كنا نعاني نقصاً كبيراً في لقاحات الدرن للمواليد الجدد، مقابل تسهيلات كبيرة في الحصول على تطعيم أطفال المدارس، حتى إن فرق وزارة الصحة كانت تزور المدارس لتقدم التطعيمات للأطفال في مقاعدهم، لكن هذه السنة الأمر معكوس، فتطعيمات المواليد متوفرة بشكل كبير في كل مراكز التطعيم في البلاد، أما تطعيمات أطفال المدارس فهي مفقودة، ولا نعلم هل ستتوفر قريباً أم لا، وسوء الإدارة هو السبب في هذه الفوضى، فإلى متى يواجه أطفالنا الفشل الإداري، وعدم وجود خطط واضحة لتنظيم جداول التطعيمات؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى