اخبارالرئيسيةعربي ودولي

هل يتأثر نفوذ “فاغنر” في ليبيا بعد فرض واشنطن عقوبات ضدهم؟

عربي 21-

تعتزم الولايات المتحدة فرض عقوبات إضافية الأسبوع المقبل على مجموعة مرتزقة “فاغنر”  العسكرية الروسية الخاصة، المتهمة  بالمشاركة في غزو أوكرانيا، وسط تساؤلات عن تأثير هذه الخطوة على تواجد تلك القوات في ليبيا.

وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، إن وزارة الخزانة الأمريكية ستصنف فاغنر منظمة إجرامية كبيرة عابرة للحدود.

وأضاف للصحفيين في إفادة بالبيت الأبيض الأحد (22 يناير 2023م): “وفقا لهذا التصنيف، سنفرض أيضا عقوبات إضافية الأسبوع المقبل على فاغنر وشبكة الدعم لها على مستوى عدة قارات. هذه الإجراءات إقرار بالتهديد الدولي الذي تشكله فاغنر، بما في ذلك نموذج النشاط الإجرامي الخطير الذي تمضي فيه”.

ويترتب على إعلان فاغنر منظمة إجرامية عابرة للحدود، بموجب قرار تنفيذي أمريكي، تجميد أي أصول للمجموعة في الولايات المتحدة ومنع الأمريكيين من تقديم أي أموال أو بضائع أو خدمات لها.

مناطق سيطرة فاغنر في ليبيا

وتعمل شركة “فاغنر” للمرتزقة في ليبيا منذ أن شن حفتر هجوما للسيطرة على طرابلس في الرابع من أبريل 2019، حين استقدمهم للمشاركة في الهجوم الذي انتهى بالفشل.

ويسيطر مرتزقة فاغنر على عدد من المواقع والقواعد العسكرية شرق ليبيا، في ما لم تفلح كل الجهود والقرارات الأممية؛ في طردهم من البلاد حتى الآن.

وينتشر مرتزقة فاغنر، في محافظتي سرت (شرقي طرابلس) والجفرة (جنوب شرقي طرابلس)، ويتمركزون بقاعدة القرضابية الجوية بسرت ومينائها البحري، بالإضافة إلى قاعدتي  الجفرة الجوية وبراك الشاطئ وسط ليبيا.

وقدرت مصادر أمريكية وأممية عدد مرتزقة فاغنر في ليبيا بنحو ألفي عنصر غالبيتهم من روسيا وشرق أوكرانيا وصربيا، كشف خبير عسكري ليبي، إلا أن خبيرا عسكريا تحدث لعربي21 في وقت سابق قال إن هؤلاء المرتزقة أعادوا انتشارهم على ضوء مشاركتهم في الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقال الخبير، عادل عبد الكافي في حديث خاص لـ”عربي21 “، إن عددا كبيرا من عناصر مرتزقة فاغنر انسحبوا من ليبيا بهدف المشاركة في الحرب الدائرة في أوكرانيا، نظرا لخبرتهم الكبيرة في قتال الشوارع وحرب المدن، وهي المرحلة التي تحتاجها روسيا الآن، مشيرا في هذا الصدد إلى أن “فاغنر” اضطرت إلى إعادة انتشارها في مناطق تواجدها شرق ليبيا.

ولفت إلى أن أعداد المرتزقة الفاغنر يتراوح حاليا بين 900 إلى 1000عنصر فقط، بعدما كان عددهم يضاهي حوالي 2200 عنصر يتواجدون على الأراضي الليبية، وكانوا يتمركزون في ثلاث قواعد رئيسية، وهي الجفرة وبراك الشاطئ (وسط) والقرضابية قبالة سرت.

وتتمتع فاغنر بتسليح جيد، فمن الطائرات المسيرة الخفيفة المخصصة للمراقبة وتوجيه المدفعية، إلى القناصة، ومنظومات “بانتسير” الصاروخية المضادة للطائرات، وصولا إلى مقاتلات “ميغ 29” الحديثة متعددة المهام، وقاذفات “سوخوي 24”.

هل تتأثر فاغنر؟

ومستبعدا تأثر “فاغنر” بالعقوبات الأمريكية الجديدة، قال المحلل السياسي، عبد السلام الراجحي، إن التصنيف الأمريكي ليس علاقة بتواجد فاغنر في ليبيا، بل يهدف إلى الضغط وتحجيم نشاطها في أوكرانيا بفعل النجاحات الميدانية التي تحققها الشركة.

ولفت الراجحي في حديث خاص لـ”عربي21″ إلى أن التصنيف الأمريكي جاء بعد الدور الملحوظ لهذه القوات في أوكرانيا، خاصة التقدمات الأخيرة على الأرض والتي أحرزتها في عدد من الجبهات، ولذلك فإن واشنطن تشعر أنها متضررة من هذا التقدم لأنها تدعم الجيش الأوكراني بالمعدات العسكرية، لكن الأخير يخسر المناطق التي كان يسيطر عليها لصالح فاغنر.

وذكر أن هناك عقوبات أمريكية قديمة طالت مسؤولين في فاغنر، وكانت هذه العقوبات مقسمة؛ فبعضها كان يستهدف نشاط المرتزقة في أفريقيا الوسطى، وبعضها طال نشاطها في السودان وسوريا، وفي مالي، وأخيرا في أوكرانيا”.

وشدد الراجحي على “أن الشركة ليست مرتزقة للقتال فقط، بل هي متعددة النشاطات، ففي أفريقيا الوسطى يسيطرون على مناجم الماس، وفي السودان ينشطون في استخراج الذهب، وفي سوريا يسيطرون على آبار نفطية، وفي مالي حصلوا على عقود لتطوير الجيش المالي، وفي ليبيا قاتلوا إلى جوار قوات حفتر مقابل المال، وينشطون حاليا تجارة الهجرة غير الشرعية، لأنهم يسيطرون على ممرات يدخل منها المهاجرون. فهم ينشطون في العديد من الأنشطة المشبوهة”.

وعن تأثير العقوبات قال: “لن يكون لها تأثير، لأن فاغنر تعتمد على التجارة السوداء، ولا تسلك القنوات الرسمية الدولية في تداولاتها المالية المتعلقة بدعم نشاطاتها، والشركة تأسست لإدارة الأنشطة المشبوهة بعيدا عن الرصد والملاحقة الدولية”.

تراخٍ أمريكي

الباحث الليبي، صلاح القادري قال، إن التراخي الأمريكي تجاه تواجد فاغنر في ليبيا وحلفائها الدوليين والمحليين ومحاولة واشنطن إمساك العصا من المنتصف جعلها الآن تدفع هذه الضريبة في أوكرانيا.

ولفت القادري في حديث متلفز تابعته “عربي21” إلى أن “أمريكا تحاول تدارك الوقت لأنها لم تتصرف باستراتيجية استباقية في أوكرانيا، فحينما كانت تعتقد أن الروس لن تدوم حربهم لأكثر من ستة أشهر، اتضح أن موسكو تريد أن تذهب في الحرب إلى أقصى مدى لتحقيق أهدافها الجيوسياسية القريبة والبعيدة المدى”.

ورأى أن واشنطن تحاول وقف احتمالية تصدير روسيا للحرب في أوكرانيا إلى مناطق ودول أخرى، والجبهة الأقرب إما أن تكون البلقان، وهذا ما يحدث حاليا بين كوسوفو وصربيا والذي تقف وراءه روسيا. أو نقل الصراع إلى ليبيا.

وشدد على أن ما يهم واشنطن فيما يتعلق بليبيا، تأمين الإمدادات النفطية نحو أوروبا خاصة خلال الظروف الحالية التي تعرف ارتفاعا كبيرا لأسعار النفط، وثانيا منع وجود قوي لفاغنر في ليبيا وفي أفريقيا بشكل عام، وثالثا الذهاب نحو انتخابات في أقرب وقت لغلق الطريق أمام أي انسداد سياسي تستفيد منه روسيا”.

ومستبعدا تأثر فاغنر في ليبيا بالعقوبات يعتقد القادري أنه “إذا أرادت الولايات المتحدة تحجيم دور الفاغنر في ليبيا فيجب عليها أن تضغط على الأطراف الدولية الحليفة، والكل يعلم أن مصر والإمارات الداعمين لحفتر، هم شركاء لأمريكا وليسوا شركاء لروسيا”.

وشدد على أن الضغط على حفتر وأبنائه هو الذي يقلل من نشاط الفاغنر في ليبيا، “ذلك أن حفتر وأبناءه يحملون الجنسية الأمريكية، ولديهم أموال وممتلكات  في أمريكا وأظن أنها ستكون ورقة ضغط على حفتر، إلى جانب أن الأخير يواجه قضايا ارتكاب جرائم بحق ليبين في المحاكم الأمريكية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى