اخبارالرئيسيةعيون

هل تدفع “اللجنة الاستشارية” لحل ملف السلطة التنفيذية في ليبيا؟

عربي 21-

لجأت البعثة الأممية للدعم في ليبيا إلى اختيار لجنة استشارية مكونة من أعضاء بملتقى الحوار الليبي، في محاولة لتجاوز تعثر مسار اختيار السلطات التنفيذية.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب “شكوى” البعثة قبل أيام من أن “ملتقى الحوار” لا يسير نحو تحقيق مستوى مقبول من الإجماع على آلية لاختيار السلطة التنفيذية، لتقرر لاحقا تشكيل لجنة استشارية من 15 عضوا للمساعدة في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن هذه القضايا الخلافية، غير أنها عادت ووسعتها لتشمل 18 عضوا توزعوا بين أقاليم ليبيا الثلاث.

 

وتطرح هذه الخطوة أسئلة حول مدى فعاليتها في تخطي العقبات التي تعترض التوصل لاتفاق، إضافة إلى مدى رضا أطراف الأزمة عن تشكيلها، وتفاعلهم مع توصياتها؟

عضو ملتقى الحوار الليبي، عبد القادر احويلي قال في تصريح مقتضب لـ”عربي21″ إن هناك “عدم رضا واسعا” عن تشكيل اللجنة، لكنه أكد في الوقت ذاته “أن إرضاء الجميع غاية لا تدرك”، معبرا عن أمله في أن تشكل اللجنة رافعة لحل الأزمة الراهنة.


ضغوط أممية

من جهته، يعتقد الكاتب والمحلل السياسي، السنوسي بسيكري أن الضغوط التي تمارسها رئيسة البعثة الأممية بالإنابة، ستيفاني ويليامز، لها علاقة بمخاوف تتعلق بالوضع السياسي والأمني والعسكري الهش في البلاد، وهي بالقطع لن ترضى عن أي مسارات موازية لأنها ستفشل جهودها، بعد أن حققت الكثير وبقي القليل لبلوغ الإنجاز الكبير.

وكتب بسيكري لـ”عربي21″ قائلا، إن “هناك قلقا من اندلاع مواجهات قد تتسع رقعتها وتزاد ضراوتها، فحفتر الذي يواجه عزلة ولا يفقه إلا لغة الحرب لفرض إرادته متحفز لمغامرة عسكرية جديدة، ويدرك حلفاؤه سواء الإمارات أو روسيا أن استمرار الوضع على هذه الشَّاكلة لن يحقق لهم المراد”.

ورأى أن مثل هذا المسار (الحرب) سيكون مقلقا جدا للبعثة، ومن خلفها عواصم غربية شديدة الاهتمام بالمسألة الليبية، وستجد نفسها ترقب تطورات كبيرة قد لا تسير وفق رؤيتها.

مأزق حقيقي

 وشدد على أن وصول التفاوض إلى عنق الزجاجة، وتعثره، وإعلان بعض أعضاء الملتقى عن صعوبة التوصل إلى توافق وتسوية شاملة، إنما يعكس المأزق الحقيقي للتفاوض وهو عدم تهيؤ الظروف للتسوية.

ولفت إلى أن حفتر ما يزال عقبة رئيسية أمام توافق متوازن وعادل، فجبهة الوفاق المنتصرة في الحرب تعاملت ببراغماتية وقبلت بالتفاوض وقدمت تنازلات مهمة، فيما يحاول حفتر المناورة لعل الظرف الإقليمي والدولي يرمي له طوق نجاة يحقق به حلمه في حكم البلاد، أو يمكنه من التحكم في قيادة المؤسسة العسكرية، كمرحلة تسبق التحكم في القرار السياسي.

وقال بسيكري إن “ملتقى الحوار سيكون رهين نوايا حفتر وحلفائه، إلا أن تتبنى الإدارة الأمريكية الجديدة مقاربة حاسمة تشل أو تضعف دور الحليف الإقليمي والدولي لحفتر في النزاع الليبي”.

تفكيك المشكلة

بدوره قال المحلل السياسي، فرج فركاش، إن “وليامز” لجأت إلى تفكيك مشكلة الانسداد في ملتقى الحوار، بخلق لجان منها الاستشارية، بهدف إحداث توافقات بين أعضاء الحوار حول أنسب طريقة لتجاوز الانسداد الداخلي.

ولفت في حديث لقناة ليبيا بانوراما إلى أنه من “الواضح أن هناك توافق على من سيمثل برقة (الشرق) في المجلس الرئاسي المزمع انتخابه، مع وجود انقسام حول شخصية عقيلة صالح (رئيس برلمان طبرق) مقابل انقسام في طرابلس أيضا، إذ إن هناك من يريد إنشاء سلطة تنفيذية جديدة بمجلس رئاسي جديد وحكومة جديدة بأسماء جديدة، في حين يفضل آخرون التركيز على الانتخابات والمسار الدستوري، خاصة مع قصر المدة التي تفصلنا عن الانتخابات”.

وشدد فركاش على أن استمرار الانسداد قد يضطر البعثة الأممية من خلال الحوار السياسي إلى اللجوء للخطة “ب”، وهي ترميم الرئاسي الحالي وحكومة وحدة وطنية تمثل كل الأطراف، وتحظى برضا ودعم القوى الفاعلة على الأرض لتمكنها من التركيز على التحضير للانتخابات القادمة.

وأكد أنه “لا يمكن فرض حكومة حتى بضغط أو إملاءات من الخارج لأنه لن يكتب لها النجاح ما لم تحظ بقبول الأطراف الفاعلة على الأرض”.

 

وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أعلنت في 18 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، تشكيل لجنة قانونية من أعضاء ملتقى الحوار السياسي، لوضع قانون للانتخابات المقررة في أواخر 2021.

ومنتصف نوفمبر الماضي، أعلن ملتقى الحوار الليبي الاتفاق على إجراء انتخابات عامة في ديسمبر 2021.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى