اخبارالرئيسيةعربي ودولي

منظمة الصحة تبحث إعلان الطوارئ وبدء عمليات إجلاء من الصين بسبب كورونا

 

(رويترز)- بدأت حكومات أجنبية يوم الأربعاء إجلاء رعاياها من موطن تفشي فيروس كورونا بالصين مع ارتفاع عدد ضحايا الفيروس إلى 133 في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية عن ”قلقها البالغ“ تجاه انتشار الفيروس بين البشر في ثلاث دول أخرى.

 

وقالت منظمة الصحة العالمية إن لجنة الطوارئ بها ستعقد اجتماعا مغلقا يوم الخميس لتقييم إن كان فيروس كورونا الجديد الذي ينتشر سريعا من الصين بات يمثل حالة طوارئ عالمية.

وقال رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم في مؤتمر صحفي في جنيف “نشعر بالانزعاج لتطور الفيروس خلال الأيام القليلة الماضية وخاصة انتقاله من شخص إلى آخر في بعض الدول” وذكر بالاسم ألمانيا وفيتنام واليابان.

وأضاف “على الرغم من أن عدد (الإصابات) خارج الصين ما زال صغيرا نسبيا إلا أنه ينطوي على احتمال حدوث تفش أكبر”.

وطبقا لأحدث إحصاءات منظمة الصحة العالمية هناك 6065 حالة إصابة بالفيروس الذي يشبه الإنفلونزا في 15 بلدا حول العالم جميعها، ما عدا نحو 70، في الصين. وحتى الآن حدثت جميع الوفيات بسبب الفيروس في الصين التي أكدت لجنة الصحة الوطنية بها وفاة 132 شخصا حتى نهاية يوم الثلاثاء. وتم الإعلان عن حالة وفاة أخرى بإقليم سيتشوان يوم الأربعاء.

وأقر الرئيس الصيني شي جين بينغ بأن الوضع لا يزال ”قاتما ومعقدا“. وكان شي قد تعهد يوم الثلاثاء بهزيمة الفيروس ”الشيطان“. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه تحدث مع نظيره الصيني مشيرا إلى أن إدارته ستعمل عن كثب مع الصين بهدف احتواء تفشي الفيروس.

وعلقت بعض شركات الطيران الكبرى رحلاتها إلى الصين وتوقع خبير اقتصادي بارز بتأثير كبير على النمو.

وخلال الأيام الماضية أحجمت لجنة منظمة الصحة العالمية المؤلفة من 16 خبيرا مستقلا مرتين عن إعلان حالة طوارئ عالمية لكنها ستعيد تقييم الموقف يوم الخميس.

وقال مايك ريان المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية بالمنظمة ”نحن في منعطف مهم في هذه المسألة. نعتقد أن حالات انتقال المرض هذه ما زال من الممكن إيقافها“.

وأشاد رايان أيضا بتعامل الصين مع الموقف وقال ”يتخذون إجراءات استثنائية في مواجهة ما أصبح تحديا استثنائيا“.

* شوارع خالية

في العديد من المدن الصينية، كانت الشوارع مهجورة إلى حد بعيد بينما ارتدت القلة التي غامرت بالخروج الأقنعة الطبية. وألزمت متاجر ستاربكس للقهوة في بكين الناس بقياس درجات حرارتهم ونشرت إخطارات تفيد بأن الدولة تلزم بارتداء الأقنعة الطبية في الداخل.

وقالت السائحة البرازيلية أماندا لي (23 عاما) التي اضطرت لقطع رحلتها ”هذه أول مرة لي هنا في آسيا. وأشعر بأنني غير محظوظة بالمرة.. لم أستطع حتى أن أرى الأماكن التي أردت رؤيتها مثل السور العظيم“.

لكن كانت هناك حالة من الارتياح بين الذين تم إجلاؤهم من إقليم هوبي، الذي يعيش فيه نحو 60 مليون نسمة والذي توقفت فيه كل مظاهر الحياة تقريبا. وقال تاكيو أوياما الذي وصل إلى طوكيو على متن طائرة تقل 206 يابانيين خارج ووهان: “كنت أشعر بقلق بالغ عندما كنت عالقا”.

في الوقت نفسه بدأت بعض الحكومات إجلاء مواطنيها.

وأجلت الولايات المتحدة نحو 210 أمريكيين من ووهان. وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنه سيتم فحص كل من على متن الطائرة عدة مرات وتقييم حالتهم لدى وصولهم إلى كاليفورنيا.

وقالت فرنسا إن أول رحلة تقل رعايا فرنسيين ستغادر مساء يوم الأربعاء وقالت بريطانيا إنها ستجلي 200 من مواطنيها على رحلة طيران مستأجرة يوم الخميس. ونظمت كندا أيضا رحلات لإجلاء مواطنيها.

ويؤثر الفيروس بشدة على ثاني أكبر اقتصاد في العالم. فالشركات تقلص السفر إلى الصين بينما تلغي خطوط الطيران الرحلات ومن أبرزها الخطوط الجوية البريطانية وشركة لوفتهانزا.

وتحولت منطقة ماكاو وهي مركز للقمار إلى بلدة أشباح بينما خلت مراكز التسوق في العواصم الآسيوية من الناس تقريبا.

وتضررت قطاعات من التعدين وحتى السلع الفاخرة بسبب ذلك.

وذكر خبير اقتصادي حكومي أن النمو قد يتباطأ إلى خمسة في المئة أو أقل في الربع الأول من 2020 في الوقت الذي تضرب فيه الأزمة المزيد من القطاعات، الأمر الذي قد يجبر رجال السياسة على الكشف عن مزيد من الإجراءات لتحفيز الاقتصاد.

وقال تشانغ مينغ وهو خبير اقتصادي في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية وهي مؤسسة بحثية حكومية بارزة في تقرير نشرته مجلة كايجينغ إن التفشي قد يتسبب في خفض الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول بواقع نحو نقطة مئوية واحدة.

وكان النمو عند ستة في المئة خلال الربع الرابع من العام الماضي.

وتلقت الأسهم في هونج كونج ضربة في اليوم الأول من التعامل بعد عطلة السنة القمرية الجديدة. وانخفضت أسهم صالات القمار والأسهم المالية في مؤشر هانغ سنغ بواقع 2.5 في المئة لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ سبع سنوات.

* أقل فتكا من سارس

لكن فيما قد يكون خطوة كبيرة نحو احتواء الفيروس، قال علماء في أستراليا إنهم طوروا نسخة مختبرية من فيروس كورونا، وهي الأولى التي يتم تطويرها خارج الصين.

وقالت أستراليا إنها ستساعد بعض المواطنين على المغادرة ثم ستضعهم في الحجر الصحي على جزيرة كريسماس في المحيط الهندي والمعروفة بإيواء طالبي اللجوء.

ويتجاوز عدد الإصابات في الصين عدد المصابين بمرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) المسجل لديها الذي ذكرت أنه كان يبلغ 5327 حالة. وقتل سارس وهو سلالة أخرى من كورونا حوالي 800 شخص في عامي 2002 و2003.

وتم الإبلاغ عن نحو 60 حالة إصابة في 15 دولة أخرى منها الولايات المتحدة وفرنسا وسنغافورة.

وقالت وزارة الصحة الإماراتية يوم الأربعاء إنه جرى تشخيص حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد لأشخاص من عائلة جاءت من مدينة ووهان إلى الإمارات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى