الرئيسيةالرايرياضة

رياضة- منع الجمهور من حضور المباريات لايقدم حلا!

بهدوء-

منع الجمهور من حضور المباريات لايقدم  حلا!

 

* كتب/ طارق القزيري

 

 فاجأني بيان من مديرية الأمن بطرابلس، تتوعد بمنع دخول الجمهور الكروي لمتابعة مباريات دوري كرة القدم من المدرجات، بسبب جملة من المظاهر السلبية والشغب الذي صاحب فعلا بعض المباريات التي أقيمت سابقا.

وبرغم سلامة الحجج التي توردها مديرية الأمن لكنها لا تبدو كافية، ولا منصفة، ولا مفيدة، بل هي تتجاهل جملة من العوامل والاعتبارات، تقود لنتيجة كارثية تماما، إذا اعتمدت المديرية رؤيتها المكتوبة، وقررت تنفيذها، بالرغم من أن قرارا كهذا يجب ان يتخذ على مستوى وزاري وسيادي، وليس على مستوى محدود، كمديرية مدينة حتى ولو كانت العاصمة.

كمسؤول بقناة رياضية تنتج حصريا مباريات الدوري، وتشترك في بثه للجمهور، من الطبيعي ان يكون قرارا كهذا – لو اتخذ – مرعبا، فالجمهور المتحمس هو من يتابع مباريات فرقه في المدرجات، وحجم الغضب والنرفزة لديهم، لا يختلف اثنان ان جزءَ منها نتيجة للأحوال السياسية والاجتماعية ونتائجهما الاقتصادية العسيرة على المجتمع، ومنع حضور الجمهور يعني أن النقل المرئي سيبقى هو البوابة الوحيدة للجمهور لمتابعة الفعاليات الكروية، وفي ظل نفس الغضب والثقافة والشغب، فستدفع القناة الرياضية، فاتورة عدم قدرتها على متابعة الاحداث الرياضية، امام جمهور يرى ان مظلوم من طوب الأرض منذ ما قبل الولادة بلا منطق ولا حجة، وهذا يضعنا في معب الريح مع هذه الجماهير الغاضبة، التي لا تعرف ما تريد!!! وتريده الآن وفورا.

الامر الآخر انه مهما بدت مساوئ حضور الجماهير فهي لا تقارن بإيجابياتها، مما لا يراه موظفو الامن من مكاتبهم، او دورياتهم ونتيجة لضغط العمل وتحدياته، مع كامل تقديرنا لما يتحملونه بصدق.

  • ماذا يعني توقف الجمهور مع مساع رفع الحظر عن الملاعب الليبية، وهي رسالة سياسية، مهمة للبلاد، بذلت فيها جهود حيثية، ومساع، كلل بعض بنجاح ولو جزئي في جلب الاهتمام للقضية قاريا ودوليا، وتبشر بانفراجة بذلك.
  • ولماذا نتجاهل – مثلا – لقاء جماهير الأهلي بنغازي والسويحلي من مصراته واستقبال الثاني للأول، بل ترحال الجماهير الرياضية شرقا وغربا، في مختلف المدن، وهو ما كان محروم منه الليبيون لفترة منذ سنوات بسبب ما نعرف من صراعات وقتال وتعصب.
  • ثم ان بيان المديرية – وهذا هو المهم – لم يقدم علاجا، بل قرر ردم المرض، وتركه يستفحل تحت الأرض، ليتفجر في صور أخرى كثيرة، بدلا من مواجهته بمنهجية وخطط امنية، ففي كل العالم توجد قواعد بيانات ومعلومات عن المشاغبين ( الهوليغانز) وليس صحيحا ان ملعب طرابلس او بنغازي يحوي 20 الف متعصب و مشاغب، بل يمكن حضر المشاغبين وقادة العنف، وتحييدهم، بشيء من العمل الأمني، وهناك تجارب كثيرة نجحت في هذه الأوقات الفوضوية اقل كلفة ومجهود من هذا بكثير.

ثم ان مجموعات الالتراس، وهي مجموعات لا يمكن تصويرها كمجموعات فوضى بل هي مجموعات متطوعة من اجل انديتها، ويمكن استثمار جهودها، لضمان حضور جماهيري واعي قدر الإمكان، يتصور، ويتفاعل مع منظومة امنية منهجية، ومتقدمة.

دعني هنا أنهي بأن أحد المشاكل التي تجازوها بيان المديرية، في عدم قيام – بعض – افرادها بواجبهم، بدليل هذا العدد الوافر من الحضور داخل أرضية الملعب، وهم يدخلون من الأبواب الرئيسية بمعية الأمن طبعا وبالضرورة.

المسؤولية مشتركة، والنظر من جهة واحد امام مكعب زجاجي، يجعلنا عميان جزئيا، نتجاهل الواقع الفوضوي، ونؤسس واقع اكثر فوضوية وحنقا … وحتى دموية …. والله المستعان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى