الرئيسيةالراي

رأي- هيئة مكافحة الصحافة (1)!

 

هيئة مكافحة الصحافة (1)!

* بقلم/ رئيس التحرير

 

قمت اليوم بزيارة لما يسمى هيئة دعم وتشجيع الصحافة بطرابلس لإيصال مراسلة إدارية من صحيفة الناس التابعة للهيئة والتي لازلت حتى كتابة هذه السطور أشغل موقع رئيس التحرير فيها، وما أكثر المفاجآت..

 

لم تكن المفاجأة في عدم وجود أقلام للتوقيع على استلام المراسلة، فالعجز في المصاريف اكتوينا بناره من سنوات، ولازالت حقوق كادر صحيفتنا وكتابها في علم الغيب منذ مطلع 2014.

ولم تكن المفاجأة في عدم تعرف موظف القسم المالي على اسم الصحيفة حين نُطق أمامه، فهو بالتأكيد لم يوقع على صك واحد للصحيفة منذ استلم مهامه، وأيضا لم يكن مفاجئا اختفاء مهندس الآي تي من مكتبه، وشغله من أخريات، فمن يعمل في بيئة عمل طاردة يصير وجوده نشازا واختفاؤه حتميا.

الذي فاجأني اليوم عندما دخلت إلى رئيس قسم الشؤون الإدارية وسألته  إن كان ثمة مراسلة لصحيفة الناس!!

صحيفة الناس!!

وقف دقيقة صمت، ثم سألني مامعنى هذا؟!

هل لدينا صحيفة (أو أحد) بهذا الاسم؟!

نعم- قلت له

أين مراسلاتكم؟ لماذا لا يصلنا منكم شيء؟- تابع أسئلته المستنكرة، ولحسن الحظ فقد كانت آخر مراسلة في يدي لازالت، وموقع عليها بالاستلام (بعد استعارة قلم للتوقيع) وإذا كنت تقصد العكس فاللهم نعم.

ربما آخر مراسلة خاطبتنا بها الهيئة دخلت خانة الوثائق التاريخية، فقد مر عليها حينا من الدهر..

طلب مني رئيس قسم الشؤون الإدارية أن أعد ملفات لكادر الصحيفة حتى يدرج ضمن القوة العمومية للهيئة!!

لكن ملفات الكادر عندكم منذ 2012! ألم تدرجوها بعد؟ على أي أساس كنت تصرفون مستحقاتهم طيلة ثلاث سنوات؟!

طبعا قام وراجع مع موظفة على جهاز كمبيوتر بعض القوائم، وأكد لي خلو القوائم من كادر صحيفة الناس (التي تصدر عن هيئة ودعم وتشجيع الصحافة منذ 15 مايو 2012، وحتى دخول المطابع في إضراب في أبريل 2016. ثم انطلاقها إلكترونيا في أكتوبر 2017 وحتى ساعته).

 

ما علينا..

فالخلاصة أن لاوجود لشيء اسمه صحيفة الناس يعلمه رئيس قسم الشؤون الإدارية، غير أنه سمع باسمها من قبل!

لا ألوم بتاتا على الأستاذ مفتاح (الذي ألتقيه للمرة الأولى)، إنما أردت فقط أن أصور حالة التردي التي هوت إليها الهيئة ولازالت تهوي.

ما الذي تريده الهيئة من الصحف؟ لماذا خنقت صحافة يقترب عمرها من قرنين؟

صحافة ولدت في عهد الخلافة العثمانية واستمرت في عهد الاستعمار الإيطالي، ثم الانتداب الإنجليزي، والمملكة، والجمهورية، والجماهيرية، وفبراير. ففي أي عصر نحن الآن؟ ولماذا تجهض السلطة الرابعة في وقت نحن في أمس الحاجة إلى هسيسها؟

قلت للسيد مفتاح اليوم إن هذه الهيئة حالة ميئوس منها. ولن تقوم للصحافة الليبية قائمة وهذا الجسم النشاز قائم. لقد استحقت بجدارة اسم “هيئة مكافحة الصحافة” أو ربما “هيئة القضاء على الصحافة”.

 

وقبل أن أنسى أحب أن أختم بطرفة: “تعتزم هيئة دعم وتشجيع الصحافة الاحتفال باليوم الوطني للصحافة في نهاية مايو الجاري…”!

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى