الراي

رأي- ماذا لو ..؟

 

* كتب/ خليفة البشباش

 

ماذا لو أخبرنا أحدا لا يتابع الوضع في ليبيا أن لدينا (جيشا) يقول رئيس أركانه -الناظوري عقارات- “نفطنا تحت أمر مصر ولنا الفخر أن نسلم ليبيا لمصر” ويقول قائده العام -حفتر- “أنا مع مصلحة مصر ومع أي شيء تقرره حتى لو كان ضد مصلحة ليبيا”، ويقول قائده الأعلى -عقيلة- في معرض حكاياته عما قاله له الإماراتيون: “حلالنا حلالكم”.. فما رأيك فيمن يقاتل تحتهم؟ أنا أجزم أنه سيبصق بدل أن يجيب!

يركب الشلتوت زميل حمو عصبانة وزيكو البرشلون -ذاك الذي يشم زبدة البريوش- مدرعته الإماراتية بعد أن يحمل بندقيته التي يملؤها بالذخيرة المصرية، يلقي التحية على الجنجويد في طريقه للخطوط الأمامية، وينتظر طائرات طحنون الإماراتية كي تفتح له طريق التقدم الذي طال انتظاره بلا فائدة، بينما يحاول قائده العام جلب بعض الروس لدعمه، في الوقت الذي يعقد فيه برلمانه ونوابه جلستهم في القاهرة ليعلنوا دعمهم له!

إنها دائرة لا نهائية من العمالة والتبعية في أوضح صورها وبطريقة مثيرة للاشمئزاز، لم يكن جلب مرتزقة “فاغنر” الروس (سرية الشهيد ميخائيل كوزنيكوف) مؤخرا سوى حلقة من سلسلة طويلة من العمالة والاستعانة بكل خشاش الأرض من مصر والسودان وتشاد وفرنسا وغيرها، وفتح البلاد على مصراعيها حتى أصبحت دول مجهرية لا تكاد ترى على الخارطة تملك قواعد عسكرية في ليبيا، قاعدة الخادم الإماراتية قرب المرج على سبيل المثال.

التوجه الانبطاحي لمعسكر حفتر هو ما شجع الكثير  من الدول للتعامل معه، بصراحة لا يمكن لومهم كثيرا فلا يوجد مثيل على وجه الأرض لهذا النوع من السخاء، ولا يوجد مسؤول متاح للاستعمال مجانا بهذا الترحيب!، إنه نوع من العروض التي يصعب رفضها.

إن هذا الخليط العصابي المتناقض من المتشددين دينيا (المداخلة) و(الشلتت) المتعاطين، والقبليين المتعصبين، والجنجويد السودانيين، والفاغنر الروس، والقراصنة الإماراتيين، والمصريين الخ.. يمكن أن يكون أي شيء ما عدا أن يكون (جيشا) أو (وطنيا).

مؤخرا قامت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحفتر بنشر مقطع فيديو دعائي لتدريبات بعض قواتها في إطار البروباغندا المستمرة التي تبثها، اللافت أن الخلفية الموسيقية لهذا المقطع الدعائي كان لأغنية حربية تركية عنوانها (أنا التركي)! وهو ما أثار موجة سخرية لدى بعض الناشطين والإعلاميين الأتراك فور انتشار المقطع..

يبدو أن حفتر ومن معه في حالة إدمان على الاستيراد والتبعية لدرجة أنه لا يستطيع الثقة في أي شيء ليبي يتعلق بقواته حتى أنه وضع أغنية تنتمي لجيش دولة أخرى رغم كثرة المطربين الشعبيين الذين يتغنون به، ويأتيهم حتى في منامهم وأحلامهم، صحيح أن أصواتهم قبيحة كأفعال مليشياته.. لكن على الأقل أفضل من أن تضع أغنية -أنا التركي- في خلفية تدريباتك..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى