الرئيسيةالراي

رأي- كي لا ننسى..

* كتب/ عاطف الأطرش،

احتضنت بنغازي منذ نهاية العقد الأول للألفية الجديدة وقفات احتجاجية أسبوعية لأسر وعائلات ضحايا مجزرة سجن أبو سليم، كل يوم سبت صباحا وحتى الظهر…

وكانت تلك الوقفات الاحتجاجية تطالب بكل سلمية إظهار الحقيقة بخصوص تلك الجريمة ومحاكمة الجناة…

 

تستمر تلك الوقفات بكل هدوء، ولكن يبدو أن النظام حينها انزعج من إصرارهم، فتم تشكيل وقفة احتجاجية موازية تحت اسم “كي لا ننسى”… وضمت أسر وعائلات رجال الأمن الذين سقطوا في المواجهات المسلحة مع “الإسلاميين المتشددين”…

المشهد كان يحمل في طياته كوميديا سوداء… ففي حين رفعت اللافتات والشعارات من طرف أسر ضحايا سجن بو سليم… رفعت في مقابلها الهراوات والسواطير كحركة استفزازية لهم، بل وتسميتهم بالخونة والعملاء للعدو… لتنتهي بالاعتداء على بعضهم بالسواطير وإصابتهم… ومنذ ذلك اليوم بدأ النظام يكشر عن أنيابه متوعدا الجميع في خطاباته بالعودة إلى خطاب المشانق… وانكفاء خطاب الإصلاح ونكوص مشروع ليبيا الغد الإصلاحي… إلا أن الأمور بعدها لم تسر على هواه… ففي أقل من سنة… مارس هذا النظام نفس المنطق الغبي في استخدام القمع المفرط كلغة حوار مع أي كان… ليدق أول مسمار في نعشه… وانتهى بدفنه وحيدا غير مأسوف عليه!!

 

تحتضن اليوم مدينة بنغازي روح الحراك السلمي بعد جمود دام لسنوات… من أجل مكافحة الفساد ودواعشه… وسبق هذا الحراك حملة ممنهجة من قبل الذباب الإلكتروني للتشكيك في وطنية ونزاهة القائمين عليه… بل واتهامهم بتبعيتهم للعدو وأنهم خونة وعملاء له!!

المهم… ومن باب “التكرار يعلم الشطار”… بالرغم من أن القائمين على استخدام كتالوج السلطة ينقصهم الإبداع في ابتكار طرق جديدة لإسكات أي صوت يهدد وجودهم على الكراسي… نقول لهم إن ما حدث اليوم… كان يوم الفصل… وتبين للجميع… من يقف في صف المطالب الشعبية بمحاربة الفساد وأنصاره… ومن صار للفساد طوقا لحمايته… ومن يقرأ التاريخ… سيدرك أن ما حدث… سيعجل من نهاية أيام المظاهرات السلمية الثابتة في الساحات والميادين… والدخول في دوامة الغضب المحفوف بالعنف… حينها لن يلوم الفاسدون وأنصارهم ومن يذود عنهم سوى أنفسهم!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى