الرئيسيةالراي

رأي- زليتن نموذج لاستقرار الدولة ….

* كتب/ محمود ابو زنداح asd841984@gmail.com

شيء جميل وعمل عظيم ما تقوم به زليتن خلال فترة وجيزة من الزمن، رغم قسوة هذا الزمن القاسي والمقصي لها، فقد عزلت عن باقي المدن خلال عقود طويلة، ورسم لها طريق واحد من خلال بث صور طقوس ترسم المزارات ومسير ضرب الدفوف.

لم تكن هذه المدينة في حقيقة أمرها إلا مدرسة اقتصادية اجتماعية كبرى، بها كبار شيوخ وعلماء وطلبة علم، أطباء ودارسين وأصحاب مهن اقتصادية وتجارية.

أعلنت زليتن عن نفسها من خلال مسك زمام المبادرة حين أوكل أمر المدينة لأهلها، عمرت المدينة وأصبحت بها طفرة عمرانية رائعة تضاهي بلدانا كبيرة لها باع طويل في العمران.. ذكاء المجلس البلدي في عدم ملاحقة أو البحث عن حلول سياسية من أجسام ميتة تبحث عن كيفية سرقة الميزانية فقط لمن هم في السلطة؟ جعل المدينة تسابق الزمن، وتقطع الطريق أمام أي شرخ اجتماعي.. عرفت وفهمت أن لغة العصر هي الاقتصاد، فلأجل الاقتصاد صرخت شعوب تبحث عن حياة كريمة وسعيدة، الاقتصاد والتجارة هما اللغة التي يفهمها العالم ويعمل بها في كل مكان.

لاتنهض الشعوب لأجل إعفاء مسؤول من منصبه، ولكنها قد تثور إذا مس رغيف الخبز أو قطاع البترول مثلا..

لهذا اتجه القائمون على زليتن نحو البناء والإعمار، بتفعيل عمل المصانع داخل المدينة، ورصف الطرق وتشييد المباني، ووضع حجر الأساس لبناء مطار تجاري وآخر بحري، كلها عوامل لأجل تمهيد الطريق نحو استثمار اقتصادي قادم..

مع ضبط سكان المدينة نحو بوصلة الاقتصاد، انتهى الخلاف السياسي وكل من لديه رأي يحتفظ به، فلا مجال نحو خلاف مريض وعقلية تقاتل على زعيم سياسي أمنيته الوحيدة أن يقتلنا ذلاً.. فهم أهل المدينة أن الاصطفاف ما هو إلا مرض تعاني منه الأقلية، وأن الاقتصاد هو العلاج والمرهم لوضع البلاد. فإذا أصبح للمدينة وضعية اجتماعية وأمنية ممتازة، يبقى البحث عن استثمار أجنبي يأتي بالشركات فيما بعد.. وإن كان رفض كثير من الشركات القدوم إلى ليبيا بسبب الأوضاع، إلا إننا شاهدنا قدومها إلى مدينة زليتن دون شروط، وهذا ماحدث مع الشركات التركية التي تعمل في مجال البناء (الطبي) زليتن وتقوم بصيانة أجزاء أخرى بالمدينة. عوامل عدة جعلت من مدينة زليتن قبلة لسكان الوطن الباحثين عن علاج أو نازحين من سكناهم أو لعوامل أخرى.

فشلت الدولة في ملف الكهرباء والصحة، ونجحت فيه مدينة صغيرة المساحة كبيرة بعدد السكان وحجم التضحيات والأفعال، فلها أن تعمل وتستقبل المرضى وزد على ذلك أصبحت ركيزة لمكافحة جائحة كورونا..

وضع العراقيل أمام المدينة بحجج واهية وقانونية حول احتكار موضوع الطاقة للدولة فقط، لم يثن رجال المدينة عن الاستماع لأهل المدينة حول الكهرباء، وسارعوا إلى جلب محطة كهرباء خاصة بهم.. هي إرادة، فإذا  تحركت الإرادة كان جبل النجاح مكتملا بدعاء وتصفيق الجماهير..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى