الراي

رأي- دعوة للتفكير! من وحي إغلاق حقول النفط والموانئ غير الليبية!

 

* كتب/ د. محمود أبوصوة

يخطئ من يعتقد أن عهد الخصيان قد ولى! ويخطئ أيضا من لا يرى العلاقة بين عمليات الإخصاء الذاتي وعمليات إغلاق الحقول المتكررة! ويخطئ أكثر من يعتقد أن لجوء الجضران في السابق وحفتر الآن إلى إغلاق الحقول سوف ينهي عمليات سرقة المال العام ؛ فمعظمنا ينهب المال العام دون أن يهتز له جفن وفي الحالتين: في حالة الفتح وفي حالة الإعلاق! والحقيقة التي نحرص على إخفائها تحت السجاد كأية وساخة أن معظم متنفذي البلاد منذ 1969 ومعظم أفراد المجتمع الليبي كانوا ولا يزالون غير حريصين على المال العام ولسبب بسيط أن اللصوص لا يرثهم غير اللصوص!

الدراسات التاريخية الفرنسية شددت تحديدا في مرحلة الاحتلال على ان سكان المغرب الكبير(ليبيا/تونس/الجزائر/المغرب/موريتانيا) يشكون من عجز خلقي جعلهم لا يملون الانتظار ويعولون في تحرير بلدانهم على “محتل جديد يطرد محتل قديم”! هذه الفرضية انتهت بهم إلى تسويق تاريخية خاصة /دائرية زمن يتبع فيها الغازي الجديد الغازي القديم ! واستسلمنا في لا وعينا لهذه الفرضية لذا لعله من الواجب أن نعيد مراجعة هذه الأخيرة قبل الحديث عن المحتل الجيد/ المصريين أو الأتراك ومن منظور مغاير ذلك أن التاريخ، كل تاريخ وكما يشدد على ذلك بينيدتو كروتشي( 1866 – 1952) ) هو تاريخ معاصر!

نبهت في محاضرة ألقيتها مطلع السنة الماضية إلى ان الليبيين ليس لهم سوى ليبيا لكنهم لا يملكونها! غزو طرابلس في ظن البعض سينهي إهدار المال العام وسيمكن الليبيين من امتلاك بلدهم! وهذا وهم بائس لا يقل بؤسا عن بؤس فكرة نقل العاصمة إلى مدينة/منطقة أخرى! فانتقال العاصمة إلى مدينة/منطقة أخرى دون شروط لن يغير من الأمر شيئا وستظل المشكلة قائمة: استفادة بعض لصوص المدينة/المنطقة الجديدة واستنكار بقية اللصوص!

ما الحل؟

يقول أبو نواس وداوني بالتي كانت هي الداء؛ في تقديري الوضع العام في ليبيا فوق سريالي لذا فإن العلاج يجب أن يكون من جنس الداء/الفوق سريالية ، أي أن نشرع في تحويل جميع قرى وواحات ومدن ليبيا إلى عواصم!

توجد حلول أخرى اقل سريالية لها علاقة بالفتح ومن المؤكد أنني لا أقصد الفتح المبين او فتح الحقول فتلك مهمة تتولى أمرها القوي الخفية وإنما اقصد فتح العقول!

ليبيا تحولت منذ 1959 إلى دولة منتجة للنفط غير أن اكتشاف النفط وبكميات تجارية لم يفض إلى ظهور صناعة نفطية! الكارثة أننا نصدر خام النفط ونستورد منتجاته ! ولا أحد يبالي؛ وكيف لنا أن نبالي ورؤوس قادتنا على اكفهم ورؤوسنا مودعة في صناديق مقفلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى