الراي

رأي- حتمية الضياع

 

* كتب/ عبدالرحمن نصر

 

الصهاينة المحتلون للأرض الفلسطينية منذ سنة 1948م يتمددون في كل يوم يمر، ويستعدون اليوم ليعلنوا ضم مرتفعات الجولان السورية وأراضي الضفة وغزة الفلسطينية، ومزارع شبعة اللبنانية المحتلة بشكل رسمي قريبا، وباعتراف أمريكي كان متفقا عليه أخيرا بين رئيس وزراء إسرائيل/ناتنياهو والرئيس الأمريكي/ترامب، بمباركة إدارته الحالية المؤيدة لإسرائيل والحاكمة في السياسة الأمريكية المسيرة للاستراتيجية العالمية..

 

الرئيس الأمريكي صرح يوم أمس، بأن مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل في أعقاب حرب 1967م، تعتبر جزءا من الأراضي الإسرائيلية.. وهذا خرق واضح للقانون الدولي ومخالف لكل المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة ودول العالم أجمع..

فاليوم يجري تقسيم سوريا عمليا بإعلان ضم إسرائيل للجولان، وهيمنة دول أخرى على مناطق سورية.. فسنرى قريبا أن إسرائيل ستعلن ضمها لكل الأراضي الفلسطينية المتمثلة في الضفة الغربية وغزة، وحتى مزارع شبعة اللبنانية المحتلة.. ونحن العرب مقسمون ضائعون تائهون مغيبون كدول وشعوب جاهلة متخلفة، نتقاتل فيما بيننا ونكره بعضنا وندمر بلداننا ونخرب مقومات الحياة بتصرفاتنا الهوجاء وغير المسؤولة من جهة، وكل ما نقوم به كشعوب ودول عربية أننا نستنكر ونسب ونلعن ونشتم بعضنا ونشتم الآخرين أيضا من جهة ثانية..

كما أننا نصر على زرع أفكار ظلامية هدامة متخلفة تحارب العلم والتقنية والحداثة والتحضر والسلام والاستقرار وتبادل المصالح الحيوية الضرورية، ولكن هذه الأفكار العقيمة المتخلفة تدغدغ شعورنا وتعيشنا في ماض نزعم بأنه كان سعيدا، وحقيقتها أنها تنشر الفتن والأحقاد والتنازع في مجتمعاتنا وتنقلنا إلى العيش فيما يشبه حياة العصور الوسطى وظلامها وظلمها وحروبها، ومنا من يدعو للتعلق بعادات وتقاليد وأوهام وأحلام لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تحافظ على الأرض ولا تصون العرض، وهي أفكار تفرق ولا تجمع في منطقتنا الممزقة والمتشرذمة أصلا..

 

إذا استمر حالنا على هذا الواقع المرير فالقادم أسوأ بدون أدنى شك، خاصة إذا تصاعدت الخلافات وتحولت إلى حروب أهلية كما حدث ويحدث في بعض بلداننا، وقضى وسيقضي على الأخضر واليابس والخاسر الأكبر هو الوطن والمواطن.. وبالتالي، فالمحصلة النهائية ستكون حتمية الضياع فالانقراض، ونصبح جميعا كأمة عربية في خبر كان لا سامح الله!!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* دبلوماسي سابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى