الرئيسيةالراي

رأي- التفريط في قدسية الدولة واستقلالها

التفريط في قدسية الدولة واستقلالها

* كتب/ عبد الرحمن نصر

 

الإنسان كرمه الله بالعقل منذ أن تلده أمه، وله قدرات على أن يتعلم ويميز الأشياء بشكل تدريجي، ويتعامل معها في محيطه الأسري القريب، ثم ينتقل ليتعلم ويقلد من يتعايش معه في الخارج من أطفال أصحاب ورفقاء في المدرسة والشارع ومحلات الترفيه واللعب، وبعدها تنشأ عند الفرد الرغبة في إثبات وجوده واختياراته الحياتية المستقلة في المجتمع، من خلال دخوله للعمل واختلاطه بزملائه في الميادين المختلفة، والساحات والتنقل في الداخل والخارج، ومشاهدة ومعايشة المختلف القريب والبعيد، ليتحول الشخص:

إما إلى شخصية رجل سلام صالح وذو محبة وتسامح، ومفيد يحب ويعمل الخير لمن حوله ولوطنه وحتى للإنسان في أي مكان.. وإما إلى شخصية رجل عنف وحقد وكراهية وذو سلوك إجرامي وقاتل، أو عدائي وعدواني في تصرفاته، و حتى مع أقربائه ورفاقه وأبناء وطنه ولا يكن احتراما لأحد.

ما نلاحظه ونشاهده ونعيشه اليوم هو الآتي :-

١- المجتمعات المتطورة المستقرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا المتمتعة بالحريات والحقوق الأساسية تتاح فيها الفرص للجميع، وبهذا تكون أقدر على تنشئة المواطن الصالح الواعي المسالم الخالي من الحقد والكراهية ذو السلوك الحسن، والتصرفات الجيدة والقدرة على حل المشاكل تفاوضيا أيا كان نوعها بالطرق السلمية، وتجنب العنف والحروب ومعاناة الإنسان سواء في وطنه أو في خارجه.

2-  المجتمعات المتخلفة والغير مستقرة سياسيا و اقتصاديا واجتماعيا هي مجتمعات يسودها الفقر والجهل والمرض والتخلف والحرمان والمعاناة والفاقة والمعتقدات البالية. هذه العوامل كلها، وغيرها تساعد على نشر الحقد والبغضاء والكراهية، والعنف والقتل والتطرف والحروب وعدم احترام الآخر والقوانين .

وبالتالي فإن ساحات الحروب والعنف والحرمان وانتشار الجريمة وعدم الاستقرار والأمان، هي في مناطق الدول والمجتمعات المتخلفة، وفي المناطق الفقيرة المحدودة جدا في بعض المجتمعات المتقدمة المستقرة، ولهذا تتكون في المناطق الفقيرة وتنشأ أجيال وأفراد معظمها من المجرمين و دعاة الحروب والعنف والنهب، ومجموعات عصابات جريمة منظمة وغير منظمة في العادة مسلحة، لا تحترم الآخر ولا تنتمي للوطن، وتفرط في قدسية الدولة والاستقلال كما يحدث في بعض دولنا العربية .

للأسف الشديد أن بلادي (ليبيا) هي بلد متخلف غير مستقر يعاني حروبا داخلية، وحالة جهل وعناد وفقر وحرمان وعدم وعي، وعدم قدرة على توافق ولم شمل من أجل إنقاذ ما تبقى من الوطن.. وا أسفاه!!!!.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى