الرئيسيةفي الذاكرة

درنـــــة 18 أكتــوبر 1911

 

* كتب/ أسامة وريث*

 

” الفـوج الثـاني من القـوات الإيطالية” يشتـبك بالحامية العثمـانية للمدينـة، والمدعومة بقوة من المجاهـدين الليبييـن

وتنتهي بانتصار الايطاليين بفضل تفوقهم تقنياً، مع وقوع المدينة تحت قبضة القوات الايطالية.

(دارت المعركـة مع رفـع الليبيين للعــلم الأخـضـر) وهو علم يجهل ماهيته كثير من الليبيين اليوم، حيث كان الشعار الديني الذي كانت ترفعه جماعات الأشراف والمرابطين والصوفيين وأولاد وخدام الشيخ، وكل من انتسب أو ادّعى أجداده النسب الهاشمي، في المناسبات العامة والخاصة، وقد كانت مجمل هذه الجماعات من أصحاب الحظوة والبركة لدى السلاطين، كما كانوا معفيين من الالتزامات ..

(تاريخياً كان يُنظر الى الرايــة الخضــراء) كرمز ديني وفق الذهنية الليبية قديما، وأيضا كعلم مزدوج/إضافي للدولة العثمانية إلى جانب علمها الأحمر ذو الهلال الأبيض، كما هو واضح بالصور الأعلام العثمانية، وهو نقطة الالتقاء بين الطرفين.

(وقد ذكر المـؤرخ الجنـوي بـاولو ديلا شـيلا) في طرابلس الغرب 1817 شيئاً عن “العلم الأخضر” عندما نزل ضيفا ببلاط يوسف باشا قرمانلي، ووجد أن علم الدولة شيء وهو أحمر كما هو موجود في المتحف الإسلامي بطرابلس/حوش عليّ باشا قرمانلي في سيدي اخليفه، والشعار الديني لها من باب التبرّك شيء أخر! وهو علم أخضر، قائلاً :-

” إنه علم أخضر لا يمسه أو يرفعه إلا اثنان من الأشراف فقط” بحسب نص ديلا شيلا. مضيفاً بأنهم “كانوا معفييـن من الضرائـب بفرمانات عثمانيـة، و يؤلفون طبقــة متمـيزة بسبب ما يُحـاط بهم من قداسـة وتبرّك وتبجـيل، باعتبارهم من نسل محمد ”

أما (المؤرخـــة ميــس توللــي) التي ظلت مقيـمة بطـرابلس نحو 10 سنوات،) فـتصف شكـل ولون الرايــة الحــريريـة – ضمن موكب الشـرف الذي ينظمه الباشـا) علي أحـمد القـره مانللي، بين نبـلائه وقادة أركانه ورؤسـاء وأعيـان دوائر الدولـة، قائلة :-

” كانت في هذا الموكب (تُحــمل رايــة محمــد المؤلّفـة من حـرير أخضــر اللـون مطـرز بالذهـب ورايـة مكـة من الحرير الأخـضر، تتضمن آيات قرآنية مطرزة على حواشيها، وقد حضر الإمام الشــريف المفتـي، بملابسـه، تتبعه جـوقة موسيقـية ملكية، ومعهم على صهوة الجياد؛ الباشـا الحاضر علي أحـمد القـره مانلي، وابنه البـك حسـن ”
(رســائل 18 سبتمــبر 1789)

( الصـورة لوحـات عثمانـية لمعارك درنة وبنغازي بالخـط العثمـاني).

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*أكاديمي ليبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى