اخبارالرئيسيةكورونا

“تناول اللقاح معناه انتهاء حريتك للأبد”.. احذروا مجموعات “العالم الموازي”

الحرة-

“تناول اللقاح معناه انتهاء حريتك للأبد”.. رسالة يتم تداولها على نطاق واسع في مجموعة يتجاوز عدد أعضائها 20 ألفا على تطبيق تليغرام للرسائل النصية، على غرار عشرات الإشاعات التي تحذر من مخاطر اللقاح المضاد لفيروس كورونا دون أي سند علمي من قبل أشخاص ومجموعات يبدو أنهم يعيشون في “عالم مواز” أو لديهم أهداف غير واضحة، الأمر الذي دفع موقع الحرة إلى محاولة تفنيد هذه الشائعات الخطرة عبر تقرير اخترنا أن يتضمن عنوانه اقتباسا من إحدى هذه الشائعات في محاولة لإثارة انتباه متابعينا نظرا لخطورة هذه القضية.

ووسط محاولات وسائل التواصل الاجتماعي الكبرى مثل فيسبوك وتويتر مكافحة انتشار  المعلومات المزيفة، لاتزال نظريات المؤامرة ضد لقاحات فيروس كورونا تجد رواجا في العالم بأسره، من خلال وسائل بديلة، أهمها مجموعات واتساب المغلقة وتليغرام.

ويقول خالد صبيح، مسؤول خدمة تقصّي صحة الأخبار باللغة العربية في وكالة فرانس برس، لموقع “الحرة” إن الوكالة رصدت الكثير من المعلومات المضللة منذ بداية الجائحة وحتى اعتماد اللقاحات.

وأشار إلى أن “أزمة كورونا من أكثر القضايا التي انتشرت حولها أخبار كاذبة”، مبينا أن هذه الشائعات “باتت تشكل خطرا، لأن كمية الأخبار غير الصحيحة من شأنها زعزعة ثقة الناس وإثناء فئات كبيرة عن تلقي اللقاح”.

صناعة مربحة

وعن أسباب انتشار الشائعات، قال صبيح إن الأخبار الكاذبة تعد صناعة تدر المال على صانعيها، موضحا: “بمجرد نشر فيديو يروج لخبر كاذب يحظى بكمية هائلة من المشاهدات، وهو ماقد يدر المال على ناشر الفيديو”.

ويردف قائلا: “وسط هذه الجائحة التي غيرت شكل العالم، ازدادت الأخبار المتعلقة بالوباء، وبات الناس لديها ميول لتصديق الخرافات ونظرية المؤامرة”.

ويتابع صبيح: “رصدنا شائعات مختلفة متعلقة باللقاحات المضادة لفيروس كورونا منها الشريحة التي تزرع في جسم الإنسان لمراقبته (…)، والمعلومات المضللة بأن هذه اللقاحات تسبب العقم، فضلا عن الشائعات المتعلقة بتغير الحمض النووي للإنسان والتي استطلعنا فيها آراء خبراء مستقلين لا علاقة لهم مع شركات الأدوية”.

وإلى جانب الربح المادي، يبدو أن مجموعات تليغرام الخاصة بمعارضي اللقاح تعج بالمؤمنين حقا بنظريات مؤامرة تتقاطع في الأغلب مع ما يروج له مجموعة “كيو أنون” الشهيرة.

 

وفي حين تروج “كيون أنون” أن هناك مجموعات سرية تنتشر في حكومات العالم تسعى للسيطرة على كوكب الأرض واستعباد البشر، فإن معارضي اللقاحات يرونها جزءا من ذات المؤامرة، إذ يدعون أن اللقاحات تغير من الحامض النووي للإنسان فتسلبه إرادته، أو في روايات أخرى، تحوي شرائح صغيرة قادرة على إرسال تعليمات للناس وتحريك غرائزهم وتوجيه أفعالهم.

وعن آخر الشائعات المتعلقة باللقاحات، قال صبيح إن “صحافي تونسي يعيش في دولة أجنبية حذر الدول العربية بأن الجرعات التي ترسل إليها مختلفة عن الجرعات الموجودة في الغرب وذلك لاستهداف المسلمين. هذا كلام لا يصدق”.

وقال مسؤول خدمة تقصّي صحة الأخبار باللغة العربية في فرانس برس إن الوكالة نشرت ما يصل إلى 170 تقريرا عن المعلومات الخاطئة التي انتشرت خلال الوباء.

وأوضح أن “المشاهدات والمشاركات الهائلة لهذه المعلومات المضللة، تجبرنا على التعامل بجدية مع هذه المواضيع الهزلية أساسا”، لافتا إلى أن هناك فريق مختص في وكالة فرانس برس لرصد كل المعلومات التي تثير الشكوك في مواقع التواصل الاجتماعي قبل تفنيدها.

الشائعات الأشهر

وفند مشرف قسم دراسات الأوبئة في جامعة بيروت، الدكتور أحمد الطسة، أبرز الشائعات حول اللقاحات المضادة للفيروس التاجي.

وقال الطسة لموقع “الحرة” إن تغيير الحمض النووي للإنسان “شائعة ليس لها أساس من الصحة وهي أقرب للخرافة”، مردفا: “الحمض النووي موجود في كل أنواع الفيروسات الطبيعية، وإدخال الحمض النووي للفيروس لا يعني التغيير في الحمض النووي الخاص بالإنسان”.

وأضاف: “لم تثبت الأبحاث أن أي لقاح مضاد لفيروس كورونا يسبب العقم.. هذه ليست سوى شائعة مضادة للقاحات، وعلماء الفيروسات لم يناقشوا هذا الموضوع إطلاقا”.

وفيما يتعلق بالشائعة الأكثر شططا، وهي زراعة شريحة في جسم الإنسان عبر اللقاحات، قال الطسة إن “العلم لم يصل من الأساس لمرحلة استخدام جسيمات صغيرة للحصول على معلومات أو إرسالهم. ولو كان العلم وصل لهذه المرحلة لانتهت الكثير من المشاكل الصحية لدى الإنسان. هذه مجرد خرافة أيضا”.

وتابع: “لماذا يضعون شريحة للناس؟ ماذا يريدون أخذه من الناس في الدول العربية تحديدا. اللقاح ليس إلزاميا وهذا الأمر يفند هذه المعلومات المضللة”.

وانتقد الطسة مهاجمي اللقاحات الذي رفضوا تلقيها بذريعة أن الوصول إليها استغرق وقتا قصيرا، على عكس لقاحات سابقة، وقال: “الوصول للقاحات يختلف عن العلاجات إجمالا؛ لأن الحاجة ملحة للحصول على حماية من الأوبئة، كما أن التقنيات الجديدة جعلت الحصول على لقاح مضاد لفيروس كورونا أسرع من أي لقاح آخر”.

ومع ذلك، يحذر الطسة من اللقاحات التي لم تكمل التجارب السريرية الثالثة والموجودة في روسيا والصين.

فعلنا كل شيء

ويرى استشاري الأمراض الباطنية والأمراض المعدية، السعودي نزار باهبري، أن الأطباء فعلوا كل ما بوسعهم لمكافحة الشائعات التي تستهدف اللقاحات، مشيرا إلى أنهم تلقوا اللقاحات بأنفسهم وعلنا، كي يمنحوا الثقة للناس.

وقال باهبري، وهو أيضا مدير الجمعية السعودية للأمراض المعدية والأحياء الدقيقة في جدة، لموقع “الحرة”، إن التكنولوجيا المستخدمة في تطوير اللقاحات بدأ العمل عليها منذ عام 1990.

وأشار إلى أن الأمن الصحي يواجه مخاطر جمة في استسلام الناس للشائعات من خلال ازدياد عدد حالات الإصابة بكوفيد-19، وبالتالي ازدياد أعداد الوفيات المرتبطة بالفيروس.

وأضاف: “نحن فعلنا كل شيء. نتلقى اللقاحات ونسمح لأهالينا بالحصول عليها أيضا، لا يوجد شيء أكثر لنفعله لإقناع الناس”، مردفا: “أي شخص لا ينوي الحصول على التطعيم لا يفكر بطريقة صحيحة.

وقال: “الناس أحرار فالتطعيم عملية اختيارية، والشخص يجب أن يتحمل المسؤولة في حال إصابته”.

وفيما يتعلق بحملة التطعيم في السعودية، يقول باهبري إن الملك وولي العهد حصلا على التطعيم بشكل علني، وهذا الشيء يجب أن يكون كافيا لإقناع الناس بفعالية وأمان اللقاح المضاد لفيروس كورونا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى