اخبارالرئيسيةعيون

تفاصيل مفاوضات سرية بين ابن أخت الدبيبة ونجل حفتر

عربي 21-

تتسارع الأحداث في ليبيا في الآونة الأخيرة، حيث مثل قرار رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، خطوة مفاجئة للبعض، فيما رأى آخرون بأنها بادرة “حسن نوايا” لإنجاح المفاوضات بين الدبيبة واللواء خليفة حفتر.

ويتصارع في البلاد حكومتان تدعيان الشرعية الدستورية، فحكومة الدبيبة منبثقة عن اتفاق جنيف السياسي، أما حكومة فتحي باشاغا فهي مدعومة من البرلمان واللواء حفتر منذ آذار/ مارس الماضي.

 

خبايا لقاء مبعوثي حفتر والدبيبة

وقال مصدر خاص لـ”عربي21″ إن “اجتماعا قصير المدة جرى بين إبراهيم الدبيبة ابن أخ رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة من جهة وصدام حفتر نجل اللواء خليفة حفتر في دولة الإمارات”.

وأوضح المصدر أن “اللقاء تم بتنسيق من والد السفير الإماراتي في ليبيا محمد علي الشامسي”.

وأضاف المصدر ذاته أن “اللقاء تمحور حول أربع نقاط وهي صرف ميزانية لقوات حفتر تقدر بـ13 مليار دينار ليبي وإجراء تغيير وزاري في حكومة الدبيبة مع تعيين وزراء تابعين لحفتر والإطاحة بحكومة باشاغا والتعهد بإجراء انتخابات في نهاية العام الحالي”.

وأفاد المصدر بأن “مبعوث حفتر تمسك بتسمية وزير دفاع وهو ما رفضه مبعوث الدبيبة، لكن الاتفاق تم حول تسمية وزير مالية موال لحفتر وهو أمر مقبول بالنسبة للدبيبة”.

كما أفاد مصدر آخر بأن صدام حفتر التقى رئيس الحكومة المعينة من البرلمان فتحي باشاغا في مدينة سرت لطمأنته حول مصيره في ظل المفاوضات الحاصلة مع الدبيبة.

وتواصل مراسل “عربي21” في طرابلس مع حكومة الوحدة الوطنية وقوات حفتر، للحصول على توضيحات بخصوص المعطيات المذكورة، لكن الطرفين لم يردا على الاستفسارات.

انتقادات لصفقة الدبيبة-حفتر

وقبل ذلك، انتقدت عضو لجنة الحوار السيدة اليعقوبي، في تغريدات قرارات الدبيبة الأخيرة معتبرة أن ما وصف بالتحالف المحتمل بين الدبيبة وحفتر ليتوج هذا التقارب بتغيير مجلس إدارة مؤسسة النفط في محاولة من جانب الأول لتفكيك التحالف القائم بين حفتر وباشاغا.

وقالت في تغريدة على تويتر: “إذا كان ما يدعيه الدبيبة من صفقات تعقد معه للتخلي عن باشاغا، هذا يعني أن الدبيبة قد تحالف مع حفتر”.

 

وساطة إيطالية 

وفي السياق ذاته، أكد المحلل السياسي الليبي محمد فؤاد، في تصريح خاص لـ”عربي21″ أن المفاوضات بين الدبيبة وحفتر مدعومة من دول غربية عدة على رأسها بريطانيا فيما تلعب إيطاليا دور الوساطة.

وأوضح فؤاد، أن الإمارات عرضت استقبال المفاوضات بسبب علاقتها الجيدة بالطرفين مضيفا أن المفاوضات الحقيقية لم تبدأ بعد معتبرا أن ما حدث ليس إلا “مقدمات للتفاوض”، على حد تعبيره.

 صنع الله.. مهر الاتفاق

وأشار المحلل السياسي إلى أن إقالة رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله وتعيين فرحات بن قدارة رئيسا جديدا لها مع تغيير مجلس الإدارة كاملا كان بمثابة بادرة حسن نية من الطرفين للوصول إلى اتفاق.

ورأى فؤاد أن الوصول إلى اتفاق حقيقي بين الطرفين صعب جدا لأسباب عدة منها عدم التزام حفتر بأي تعهد منذ 2014 وإلى اليوم ووجود بعض الشروط التي من الصعب أن يلبيها الدبيبة وثالثا عدم وجود ضمانات كافية مهما كانت غربية أو إماراتية التي تظل غير مضمونة، وفق تعبيره.

 

 مصير الكبير.. هل يقال؟

ومع أزمة إقالة رئيس المؤسسة الوطنية وتعيين فرحات بن قدارة، آخر محافظ مصرف مركزي في نظام القذافي، والمقرب حاليا من حفتر، وفق مراقبين، فإن بعض الملاحظين يرون أن الخطوة القادمة ستكون تغيير محافظ مصرف ليبيا المركزي الحالي الصديق الكبير.

وأشار رئيس كويليام الدولية للأبحاث نعمان بن عثمان، في تغريدة على تويتر إلى أن “الإمارات العربية كانت ترغب في الإطاحة بحاكم المصرف المركزي الصديق الكبير أولاً، عن طريق ترشيح فرحات بن قدارة بديلاً له”.

وتابع بن عثمان: “بفضل الدبيبة وباشاغا تمكنت من الوصول للمؤسسة الوطنية للنفط أولاً.. وسوف تعمل على الإطاحة بالكبير”.

الكبير باق.. إلى حين؟

وحول سؤال “عربي21” عن مصير الكبير في حال تم الاتفاق على تنحيته من منصبه، أوضح المحلل السياسي محمد فؤاد أن تغيير المحافظ لم يطرح في المفاوضات المذكورة كما أنه ليس من صلاحيات الدبيبة تغيير المحافظ.

وتابع أن “منصب المحافظ يدخل ضمن المناصب السيادية الستة التي يلزم لتغييرها، اتفاق بين مجلسي الدولة والنواب وفقا للاتفاق السياسي الليبي”.

وأفاد فؤاد بأن مجلس الدولة والبرلمان يقفان موضع المتفرج حول المفاوضات التي تجري بين الدبيبة وحفتر.

ورأى المحلل السياسي الليبي أن محافظ المصرف المركزي باق في منصبه حتى حصول اتفاق حقيقي بين مجلسي الدولة والنواب، مضيفا أنه “ربما هذه المفاوضات بين حفتر والدبيبة قد تسرع في حصول اتفاق بين المجلسين، لكنها تبقى في محل التوقعات لا غير”.

وفي السياق ذاته، قال مصدر خاص آخر لـ “عربي21” إن “هناك مساعي حثيثة لعقد لقاء بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري خلال أيام عبر وساطات محلية ودولية في ظل المفاوضات الجارية بين الدبيبة وحفتر”.

من جهته، قال المحلل السياسي موسى ترسي إنه “بعد الإطاحة بصنع الله من منصبه، فإنه لدى الكبير فسحة من الوقت لإعادة ترتيب أوراقه رغم أنه مدعوم من تيار الإسلام السياسي القوي في الغرب الليبي إضافة إلى أن التركيبة الجغراسياسية في ليبيا لن تسمح بإقالته على المدى القريب”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى