الرئيسيةالرايثقافة

الغباء البشري

* كتب/ عمران اشتيوي،

في كتابه الغباء البشري، يقدم المؤرخ والاقتصادي الإيطالي “كارل شيبولا” تحليلاً فكاهياً وعميقاً حول أحد أكثر العوامل تأثيرًا في المجتمع: الغباء.

من خلال نظريته الفريدة، يقسم “شيبولا” البشر إلى أربع فئات: الأذكياء، الحمقى، اللصوص، والأغبياء، معتبراً أن الفئة الأخيرة هي الأكثر خطورة على استقرار المجتمعات.

يطرح الكاتب خمسة قوانين أساسية للغباء، أبرزها أن الغباء صفة مستقلة عن أي عوامل أخرى، كالمستوى التعليمي أو الاجتماعي، وأن الأغبياء موجودون في كل مكان وبنسبة ثابتة لا تتغير عبر الزمن.

لكن الأخطر من ذلك، وفقًا “لشيبولا”، هو أن الغباء يضر بالآخرين دون تحقيق أي فائدة حتى للغبي نفسه، مما يجعله أكثر ضررًا من المجرمين أو المحتالين، الذين على الأقل يستفيدون من أفعالهم.

يعتمد الكتاب على تحليل اقتصادي واجتماعي لفهم كيف يؤثر الغباء على تطور الدول ونجاح المجتمعات. فبينما تساهم الفئة الذكية في تحسين الظروف العامة، وتعمل الفئة اللصوصية على تحقيق مكاسب فردية على حساب الآخرين، تظل الفئة الغبية بمثابة قوة تخريبية غير واعية، تعرقل التقدم دون قصد.

برغم الطابع الفكاهي للكتاب، فإنه يحمل رسالة جدية تدعو إلى الوعي بمخاطر الغباء وآثاره. فالأمم التي تفشل في الحد من تأثير الأغبياء غالبًا ما تجد نفسها في حالة تدهور اقتصادي وسياسي.

يرى “شيبولا” أن السبيل لمواجهة ذلك يكمن في تمكين الأذكياء من اتخاذ القرارات، والحد من تأثير الأغبياء على مراكز القوة.

باختصار، يقدم الغباء البشري رؤية نقدية ساخرة ولكنها حقيقية، توضح أن أخطر تهديد للبشرية قد لا يكون الجهل، بل الغباء المستتر خلف أقنعة مختلفة.

للكاتب أيضا: 

هل آن أوان النهوض بالصناعة السينمائية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى